75طالب في دار محمد بن يوسف في الزاوية القصوىٰ عن يسارك وأنت داخل وقد أخرجت الخيزران ذلك البيت فصيرته مسجداً يصلّي الناس فيه 1.
وروى الزهرة عن ابي عبد اللّٰه الطرابلسي، البيت الذي ولد فيه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم في دار محمد بن يوسف 2.
وقال الكليني: [ ولد ] في شعب أبي طالب في دار محمد بن يوسف في الزاوية القصوى عن يسارك وأنت داخل الدار 3.
يظهر ممّا ذكرناه أوّلاً: اَنّ النبي صلى الله عليه و آله و سلم قد وُلد في شعب أبي طالب. وثانياً: انّ شعب أبي طالب موضع في مكة، قرب المسجد الحرام، وبعيداً عن المكان الذي في الحجون الذي يعرفه بعضٌ باسم هذا الشعب.
مقاطعة النبي صلى الله عليه و آله و سلم وأصحابه في شعب أبي طالب:
فلما رأت قريشٌ أنّ اصحاب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم قد نزلوا بلداً أصابوا به أمناً وقراراً، وأنّ النجاشي قد منع مَن لجأ إليه منهم، وأنّ عمر قد أسْلم، فكان هو وحمزة مع رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم وجعل الإسلامُ يَفشو في القبائل، اجتمعوا وائتمروا [ بينهم ] أن يكتبوا كتاباً يتعاقدون فيه على بني هاشم، وبني المطّلب، على أن لا يُنْكحوا إليهم ولا يُنكحوهم ، ولا يبيعوهم شيئاً، ولا يبتاعوا منهم، فلما اجتمعوا لذلك كتبوه في صحيفة، ثم تعاهدوا وتواثقوا على ذلك، ثم عَلَّقُوا الصحيفةَ في جَوف الكعبة توكيداً على أنفسهم، وكان كاتبَ الصحيفة منصورُ بن عِكرمة بن عامر بن هاشم بن عَبْد مناف بن عبد الدار بن قُصَيّ. . . .
فلما فعلت ذلك قريش انحازت بنو هاشم وبنو المطّلب الىٰ أبي طالب بن عبد المطلب فدخلوا معه في شِعْبه واجتمعوا إليه، وخرج من بني هاشم أبو لَهب، عبد العُزّى بن عبد المطّلب، إلى قريش فظاهرهم 4.
وقال السيد الأمين في اعيان الشيعة:
. . . وحصروهم في شعب أبي طالب أول المحرم سنة سبعة من البعثة فدخل بنو هاشم الشعب، مسلمهم وكافرهم عدا أبي لهب وأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب لشدة عداوتهما للرسول صلى الله عليه و آله و سلم. . . وانحاز اليهم بنو المطلب بن عبد مناف فكانوا أربعين رجلاً وحصن أبو طالب الشعب وكان يحرسه ليلاً ونهاراً. . . وسمع اصوات صبيانهم من وراء الشعب وذلك اشدّ ما لقى رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم وأهل بيته بمكة، وكان هشام بن عمرو احد بني عامر بن لؤي يأتي بالبعير بعد البعير قد أوقره طعاماً أو تمراً إلى فم الشِّعب فينزع عنه خطامه ويضربه على جنبيه فيدخل الشعب فبقوا في الشعب سنتين أو ثلاث سنين. . . وخرج بنو هاشم من حصار الشعب في السنة العاشرة أو التاسعة من النبوة الىٰ مساكنهم. . . 5.
قال الكازروني في المنتقى وغيره:
. . . فعمد أبو طالب فأدخل الشعب ابن أخيه وبني أبيه ومن اتبعهم، فدخلوا شعب أبي طالب وآذوا النبي والمؤمنين أذىً شديداً وضربوهم في كل طريق وحصروهم في شعبهم وقطعوا عنهم المارّة من الأسواق ونادى منادي