37العمرة من المكيين، وتسمىٰ عمرته:
عمرة التنعيم، أي مكان الاعتمار وذلك تمييزاً لها عن عمرة الجعرانة، وكان يسمىٰ نعمان، قال محمد بن عبد اللّٰه النميري: فلم تر عيني مثل سرب رأيتهُ
وقد ذكر في المختصر المتقدّم « وقد توهم البعض أن نعمان الوارد هنا هو نعمان الأراك وهذا خطأ، إذ إن من يعتمر قاصداً المسجد الحرام ليس قريباً من نعمان الأراك» 2.
أقول: لا ينبغي الريب في أن نعمان الذي يكون بعد الاعتمار من مسجد التنعيم لا ارتباط له بنعمان الأراك الذي يكون جنوب عرفات، وذلك: لأن التنعيم يقع شمال غربي مكّة، فالمعتمر منه الذي يريد مكة لا يمرّ بنعمان الأراك الذي يكون جنوب عرفات 3، والذي حدده البلادي بأنه « وادٍ فحل من أودية الحجاز التهامية. . . ينحدر غرباً، فيمرّ جنوب عرفات عن قرب، ثم يجتمع بعُرنة فيطلق عليه اسم عُرَنة، يمرّ بين جبلي كُساب وحَبَشي جنوب مكة على أحد عشر كيلو متراً، ويكون هناك حدود الحرم الشريف، ويتسع الوادي بين كبكب والقرضة فيسمىٰ خبت نعمان لفياحه وسعته» 4.
ثم إنه يُعرف موضع الإحرام من التنعيم اليوم ب «العمرة» ، وفيه مسجد يعرف ب «مسجد عائشة» نسبة الى أمّ المؤمنين عائشة زوجة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، لأن أخاها عبد الرحمن أحرم بها للعمرة من التنعيم اِمتثالاً لأمر رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم عندما أمره بذلك، كما ذكرت ذلك الرواية المتقدّمة، وقد شيدت الحكومة السعودية مسجداً جنوبي علمي الحرم المكّي، الماثلين حالياً وقريباً من موقع المسجد، الذي كان قبله في هذا الموضع، وقد أصبح المكان اليوم حيّاً من أحياء مكّة السكنيّة يُعرف بحيّ العمرة، يبعد عن المسجد الحرام أو مكّة القديمة (6) كيلومترات.
التشكيك في ميقات التنعيم الحالي:
هذا وقد وجدت كلمات لبعض المؤرخين الجغرافيين تلمح الىٰ أن التنعيم الذي هو موضع الإحرام هو في غير الموضع المعروف حاليّاً بالعمرة،