36من الحِلِّ، بينها وبين مكّة ثمانية عشر ميلاً على ما ذكره الباجي، وتقع شمال شرقي مكة المكرمة، وفيها علما الحدّ، ومنها أحرم رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم لعمرته الثالثة على ما نصت عليه الروايات، وفيها مسجده الذي صلّى فيه وأحرم منه، عند مرجعه من الطائف بعد فتح مكة، ويقع هذا المسجد وراء الوادي بالعدوة القصوىٰ ويعرف بالمسجد الأقصىٰ لذلك، ولوجود مسجد آخر بُني من قبل أحد المحسنين يعرف بالمسجد الأدنىٰ. وبالقرب من مسجد الرسول صلى الله عليه و آله و سلم بئر واسعة عذب ماؤها. وهي اليوم قرية صغيرة تبعد عن مكة في الشمال الشرقي لها بحوالي أربعة وعشرين كيلو متراً، وفيها المسجد الذي أقامته الحكومة السعودية محرماً، شرقي أرض المسجد القديم دونما فصل بينهما. . 1ولكن مؤلف معجم معالم الحجاز ذكر عن الجعرانة: « ومن قال: إنها (الجعرانة) بين مكة والطائف فقد أخطأ، فهي شمال مكة، مع ميل إلى الشرق ولا لزوم في ذكر الطائف في تحديدها أبداً، إذ هي لا تبعد عن مكة بأزيد من (29) كيلو متراً» 2.
الجعرانة وموقعها الجغرافي:
ذكر مؤلف مختصر معجم معالم مكّة التاريخية أن « جبل الستار يقع قُرب الجعرانة من الجنوب، وهو الجبل الذي يُشرف على علمي طريق نجد من الشمال، والذاهب من مكة الىٰ نخلة يجعل الستار على يساره عن قرب، والجعرانة - اليوم - قرية صغيرة في صدر وادي سَرِف» 3.
3 - التنعيم:
بفتح التاء الفوقانية المثناة « بلفظ المصدر، سُمي به موضع على ثلاثة أميال من مكة أو أربعة. . . به مسجد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ومسجد الإمام زين العابدين عليه السلام ومسجد أم المؤمنين عائشة، وسمي بالتنعيم؛ لأن جبلاً اسمه نعيم يقع عن يمينه، وعن شماله يقع جبل آخر اسمه ناعم، واسم الوادي نعمان، وهو أقرب أطراف الحِلّ الىٰ مكة كما هو واضح الآن» 4.
والتنعيم يقع في الشمال الغربي لمكّة المكرّمة، بينها وبين سَرِف (الذي فيه قبر أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث زوجة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم) على طريق مكة - المدينة المارِّ بوادي فاطمة (المعروف قديماً بمرِّ الظهران) .
وقد ذكر مؤلف مختصر معجم معالم مكة التاريخيّة موقع التنعيم فقال:
« وادٍ ينحدر شمالاً بين جبال بشم شرقاً، وجبل الشهيد جنوباً، فيصب في وادي ياج وهو ميقات لمن أراد