38واليك بعض الكلمات في ذلك:
1 - قال أبو إسحاق الحربي الخراساني (ت285) في كتابه المناسك ص 467: « والتنعيم وراء القبر (قبر ميمونة) بثلاثة أميال، قبل مسجد عائشة، وهو موضع الشجرة، وفيه مسجد وأبيات، ومنه يحرم مَنْ أراد أن يحرم» .
والشجرة التي أشار اليها هي شجرة هليلجة كانت في المسجد المعروف بمسجد الهليلجة ثمّ سقطت.
وهذا الكلام يتنافىٰ مع ما هو واقع اليوم، من أن التنعيم بين مكة وسَرِف الذي فيه قبر ميمونة، ويتنافىٰ مع كون التنعيم هو مسجد عائشة، التي أحرمت منه بأمر الرسول الكريم حيث يقول المؤرخ: « بأن التنعيم وراء قبر ميمونة بثلاثة أميال، وقبل مسجد عائشة» .
ثم قال أبو اسحاق الحربي الخراساني: « عن مالك بن دينار عن القاسم عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم أعمرها من التنعيم، ثم مسجد عائشة بعده بنحو ميلين دون مكة بأربعة أميال» .
وهذا الكلام - أيضاً - يغاير ما هو المعروف - اليوم - من أن المسافة الىٰ علمي التنعيم القائمين حالياً لا يزيد على ستة كيلومترات أي أربعة أميال.
2 - وجاء في كتاب « وفاء الوفاء» للسمهودي (ت911 ه) :
« قال الأسدي: والتنعيم وراء قبر ميمونة بثلاثة أميال، وهو موضع الشجرة وفيه مسجدٌ لرسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم وفيه آبار، ومن هذا الموضع يحرم من أراد أن يعتمر، ثمّ قال: ميقات أهل مكّة بالإحرام مسجد عائشة، وهو بعد الشجرة بميلين، وهو دون مكة بأربعة أميال، وبينه وبين أنصاب الحرم غلوة» .
وهذا النص - أيضاً - يصرِّح بأن التنعيم الذي يحرم منه للعمرة ليس هو ما يكون ماثلاً اليوم، إذ يكون التنعيم بعد قبر ميمونة بثلاثة أميال، وبينه وبين أنصاب الحرم غلوة.
3 - وقال أحمد بن عبد الحميد العباسي من مؤرخي القرن العاشر الهجري في كتابه « عمدة الأخبار» ص 144: « والتنعيم وراء قبر ميمونة بثلاثة أميال» .
4 - وقال المقدم عاتق بن غيث البلادي (مؤرخ الحجاز المعاصر) في كتابه (على طريق الهجرة: ص 10) :
« ويقال: إن العمرة كانت في هذا المكان (يعني عند قبر ميمونة) وإن المكيين يعتقدون أنه حدود الحرم، ثمّ غيّرت العمرة عندما اختل الأمن خوفاً على الحجاج والمعتمرين» .
أقول: إن هذه النصوص