39المتقدمة كلها قد اتفقت على أن التنعيم الذي أجيز للمعتمر أن يحرم منه هو:
إمّا أن يكون عند قبر ميمونة كما في النص الأخير وإمّا أن يكون أبعد منه بثلاثة أميال أو ميلين، وبهذا تكون هذه النصوص قد خالفت موقع مسجد التنعيم اليوم من كونه بين مكة وسَرِف (الذي فيه قبر ميمونة) الذي يبعد عن المسجد أو مكة القديمة ستة كيلومترات تقريباً.
وهناك نصوص اُخرىٰ صرحت بأنّ التنعيم هو أبعد من أدنى الحلِّ الىٰ مكة بقليل، منها:
1 - ما ذكره المحب الطبري المكي (ت694 ه) فيما حكاه عنه محقق أخبار مكة للأزرقي رشدي ملحِسي بهامش الكتاب المذكور، 2: 130:
والتنعيم « أبعد من أدنى الحلِّ بقليل وليس بطرف الحلِّ» .
2 - وقال أبو الطيب الفاسي المكي في شفاء الغرام، 1: 289:
« الثّاني التنعيم المذكور في حدِّ الحرم من جهة المدينة المنوّرة وهو أمام أدنى الحلِّ كما ذكره المحب الطبري، قال:
« وليس بطرف الحلِّ» ومَنْ فسّره بذلك تجوَّز وأطلق اسم الشيء علىٰ ما قرب منه، وأدنى الحلِّ إنما هو من جهته، وليس موضع في الحلِّ أقرب إلى الحرم منه، وهو على ثلاثة أميال من مكّة، والتنعيم أمامه قليلاً» .
وهناك نص ثالث يقول: بأنَّ التنعيم يبعد عن مكّة فرسخين فقد قال الفاسي: « وقال صاحب المطالع:
والتنعيم من الحلّ بين مكة وسَرِف على فرسخين من مكّة، وقيل على أربعة أميال» .
موقع فخ:
ومما يزيد في التشكيك: « موقع فخ» الذي يقع غربي مكة، على طريق مكة - التنعيم - المدينة وبينه وبين مكة ثلاثة أميال أي حوالي ستة كيلومترات.
وفخ بفتح الفاء الموحدة فتشديد الخاء المعجمة بئر معروف على نحو فرسخ من مكة كما قيل، وفي القاموس: « موضع بمكّة دفن فيه ابن عمر» وفي نهاية ابن الأثير: « موضع عند مكة، وقيل وادٍ دفن فيه عبد اللّٰه بن عمر» . وفي السرائر لابن إدريس الحلّي: « إنّه موضع على رأس فرسخ من مكّة، قتل فيه الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي أمير المؤمنين عليه السلام على ما حكاه صاحب كشف اللثام.
وعلى كلّ حال: فإن الموقع