163والخارج، وكانت أول كسوة من نوعها لحجر إسماعيل وآخرها أيضاً 1.
وأمر (قانصوه) في عام 917 بنقض جدار الحجر مرة أخرى، وأرسل لاصلاحه رخاماً جديداً من مصر.
وأنشأ الشراكسة فوق مصلى إبراهيم قبة عام 881، كما أرسلوا منبراً من الخشب في عام 815، وأرسلوا غيره في عام 866 ثم غيره في عام 877.
وعنوا بكسوة الكعبة طوال مدة حكمهم في مصر، وفي عام 810 احدثوا في جانبها الشرقي جامات منقوشة بالحرير. وفي سنة 819 جعلوا لبابها ستارة أجمل مما كانت، وكانوا يكتبون في طرازها اسم صاحب مصر الشركسي 2.
وكسى (جقمق) الجانب الشرقي والشمالي من الكعبة ديباجاً أبيض بخامات سود في عام 865، وكساها قايتباي من الداخل في عام 883 3، ولا تكسى الكعبة من الداخل إلا إذا بليت كسوتها، أو أراد أحد الخلفاء تجديدها.
وفي عام 817 عمّر (الفوري) في زيادة باب إبراهيم، وبنى فوقه قصراً مرتفعاً مع مرافقه، وجعل حول القصر - من خارج المسجد - معازل ومساكن وبنى خارج ذلك متوضَّأً تشتمل على مراحيض وبركة ماء، ووقف القصر والمساكن على بعض أعمال الخير، وبنى على يمين الداخل إلى باب إبراهيم من الداخل حاصلاً في أرض المسجد، وعلى اليسار مثله، وقرر فيهما بعض المستحقين، وجعل في الجانب اليماني حاصلاً يشتمل على سبيل ماء وصهريج.
وخربت المظلة القائمة فوق بئر زمزم في عام 818 فنقضت وبنيت مرة أخرى، ثم عمّر الشراكسة كثيراً من الخرائب في أماكن متعددة من المسجد، وعمّروا باب النبيّ كما عمّروا ثمانية عقود من جهة باب الزيادة، ونقضوا منارة باب السلام، ثم أعادوها في عام 816 كما نقضوا بعد ذلك منارة باب الزيادة ثم أعادوها في عام 823، وأصلحوا في سطح الكعبة. وتراكمت في هذا العهد طبقات من التراب في المسجد فاستعان المسؤولون بالثيران لجرفه ثم نقلوه إلى المسفلة، ثم بطح مكانه بطحاً مغربلاً نقلوه من ذي طوى ووادي الطندباوي 4.
سابعاً: النواحي العمرانية في العهد العثماني الأول:
لم يتسع عمران مكة في أوائل العهد العثماني كثيراً عمّا كان في عهد الشراكسة، فإن القطبي الذي عاش ردحاً من صدر العهد العثماني الأول ومات في عام 988، قد ذكر في كتابه الأعلام: « أن مكة كان مبدؤها المعلاّة ومنتهاها من جهة المسفلة قرب مولد سيدنا حمزة عند مجرى العين حيث تنزل اليه من درج ويقال له «بازان» 5. ونهايتها الشبيكة من جهة جدة وعرضها من وجه جبل يقال له الآن «في عهده» جبل جزل بكسر الجيم وفتح الزاي وتشديد اللام وقد سماه الأزرقي جبل الأحمر، وهو يشرف على قعيقعان 6وقد سُمي جزلاً نسبة لطائفة من الجند كانت تلعب فيه بالطبل، ويظهر أن السور الذي بناه (قتادة) حوالي القرن السادس لم يعد له وجود في هذا العهد؛ لأن القطبي يذكر أن مكة في عهده لم تكن مسورة، ثم يشير إلى أنها في عهده أصبحت عامرةً بالسكان بعد أن كان في صباه يرى الحرم