95أ: لقد صدق الله رسولَه الرؤيا بالحق لَتدخُلُنَّ المسجدَ الحرامَ إن شاء الله آمنين محلّقين رُؤُسكم ومقصّرين. . . (77) .
ب: وَلا تُقاتلوهم عِندَ المسجد الحرام حتي يقاتلوكم فيه (78) .
ج: ذلك لمن لم يكن أهلُه حاضري المسجد الحرام (79) .
فقد ذهب أبرز المفسّرين الي أنَّ المقصود بالمسجد الحرام في الآيات الثلاث لا يختص ب- المسجد الحرام وإنما جاءت صيغة التعبير من باب إطلاق الجزء وإِرادة الكل - خصوصاً وأنَّ ما يؤيد ذلك أنَّ المسجد الحرام هو أسمي جزء واشرفه - إذ المراد هو مكة أو الحرم.
ولكن مع ذلك لا يعدو أنَّ يكون هذا الاستعمال - علي فرض التسليم بالتقرير الأنف - استعمالاً مجازياً؛ ومعني ذلك أنَّ ذكر المسجد الحرام لا يكشف دائماً علي أنَّ المراد منه اسم مكة بالخصوص، لأنَّ لازم ذلك أن نقول: إِنَّ تمام أسماء الكعبة في القرآن هي اسم لمكة أيضاً وهذا ما لم يذهب إليه أحد.
علي نفس هذا المنوال يتبينُ رأينا بخصوص من يذهب الي أنَّ البيت العتيق هو اسم من أسماء مكة (80) ، لذلك لا نجد ضرورة للتكرار والإِعادة.
14: مخرج صدق:
يقول تعالي: وقل ربّ أَدخلني مُدخلَ صدقٍ وأخرجني مُخرجَ صدقٍ واجعل لي من لدُنكَ سلطاناً نصيراً (81) .
ذهب بعض المفسرين الي أنَّ المراد من مخرج صدق في الآية هومكة، كما نقل ذلك الطبرسي في مجمع البيان، عن ابن عباس والحسن، وقتادة وسعيد بن جُبير. وثمة عدد آخر من المفسرين ذكروا هذا الاحتمال الي جوار احتمالات أُخري (82) .
15 - 21: بساسة، الباسة:
لقد ذكر ابرز من تعرّض الي أسماء مكة انَّ "البساسة" هي أحد أسمائها.
فقد ذكر الازرقي (83) ، وابن ظهيرة (84) ، وقطب الدين النهروالي (85) ، والفيروزآبادي وغيرهم، انَّ احد اسماء مكة هي: البساسة أو الباسة.
وممن ذكر ذلك ايضاً الصدوق (رحمه الله) نقلاً عن الامام جعفر الصادق (86) (عليه السلام) .
وفي وجه التسمية لم يعدَّ الجميع القول أنَّ الباعث اليها أنها تخرج الظالم أو تستأصله: ومَن يُرد فيه بإلحاد بظلم نُذقه من عذاب أليم (87) .
ومثل هذا التعليل روي ايضاً عن الامام الصادق (88) (عليه السلام) .
16 - 45 - 54: أمّ رحم، أمّ رحمة، أم راحم:
من أسمائها الاخري: " أم رحم". وقد جاء ما يشير الي ذلك في روايات الشيعة وأهل السنة؛ وفيما صنّف حول مكة من كتب (89) .