96وفي وجه التسمية قد جاء عن ابي عبدالله الصادق (عليه السلام) قوله: "كانوا اذا لزموها رحموا" (90) وفي روايةٍ اخري: "كانوا اذا ظلموا رحموا" (91) .
17 - 48: صلاح، السلام:
عدَّ بعض اللغويين هذه النعوت الثلاثة اسماءً لمكة (92) . "صلاح" في قولهم من "صلح" بمعني الامن والهدوء والسلامة، وسميت مكة صلاحاً لانها مركز الأمن، حيث يقول تعالي: أو لم نمكّن لهم حرماً آمناً. . . .
وفي بعض أشعار العرب ثمة ما يشير لاسمها هذا، كما جاء في قول أبي سفيان بن حرب بن امية في خطابه لابن الحضرمي:
أيا مطر هلم الي صلاح
فيكفيك الندامي من قريش
وتنزل بلدة عزّت قديما
وتأمن أن يزورك رب جيش (93)
وللوجوده ذاتها اطلق عليها "سلام" فعدّ من اسمائها (94) .
18: الرأس:
من الأسماء الاخري التي أشار اليها اللغويون "الرأس" حيث ذهب لذلك صاحب تاج العروس، وقال: انّ الرأس اسم لمكة ولاحد جبالها أيضاً (95) .
وممن ذهب لذلك أيضاً السهيلي في زوض الأنف، ومؤلف "تهذيب الاسماء". والباعث للتسمية بنظر هؤلاء أن مكة أشرف بقاع الارض واكثرها رفعة وسمواً، ولذا فهي بمثابة "الرأس" كما سميّت فعلاً (96) .
19 - 50 - 67 - 68 - 69: العرش، العرويش، العُرْش، العُرُش، العروش:
جميع هذه النعوت ذكرت اسماءً لمكة في كتب اللغة، الي جوار بقية الاسماء. بيد انَّ البعض اختار القول؛ ان عُرُشُ وعروش هما من منازل مكة، حيث استدلوا: "ان ابن عمر كان يقطع التلبية اذا نظر الي عروش مكة" (97) .
وما اغفله أهل اللغة هو عدم ذكرهم لوجه التسمية لهذه الأسماء. ولكنّا اذا أخذنا بنظر الاعتبار معني "العرش" واضفنا الكلمة الي "البلاد" فسنصل الي تعليل معقول، حيث تكون مكة "عرش البلاد" لانها أشرفها واسماها.
20 - 22: النساسة، الناسة:
دأبت أكثر كتب اللغة علي ذكر الاسمين لمكة في عدَّة أسمائها الاخري، ومردّ التسمية ينتهي الي وجهين:
الأول: وهو ما ذكره الماوردي من انها "تنسّ مَن أَلحدَ فيها؛ أي تطرده وتنفيه". وقد نسب صاحب شفاء الغرام القول في هذه التسمية الي صاحب المطالع والنووي وابن جماعة.