116
تزودها من أهل بُصري وغزةٍ
ومجنة وعكاظ وذو المجاز تستوي في نظر المحرمين من العرب وتتمتع منهم جميعاً باحترام واحد حتي إن بعظهم لا يردها إلا محرماً.
قال الأزرقي:
"كانت قريش وغيرها من العرب تقول: "لا تحضروا سوق عكاظ ومجنة وذي المجاز إلا محرمين بالحج، وكانوا يعظّمون أن يأتوا شيئاً من المحارم أو يعدو بعضهم علي بعض في الأشهر الحرم وفي الحرم" (17) .
ومجنة - وإن قرنت في أغلب الأحيان مع عكاظ وذي المجاز - دون هاتين السوقين شأناً حتي إن المرزوقي لم يذكرها مستقلة كما ذكر غيرها بل أكفي بقوله: " وزاد بعضهم في الأسواق المجنة وهو قريب من ذي المجاز".
ثالثاً: - سوق ذي المجاز:
لهم في تحديدها قولان:
الأول: أنها علي فرسخ من عرفة بناحية كبكب، وكبكب جبل بعرفات خلف ظهر الإِمام إذا وقف. ذكره ياقوت وغيره وهو أحد قولين نقلهما الزبيدي.
والثاني: أنها موضع بمني، ومني بين مكة وعرفات في نصف الطريق تقريباً، والذين نقلوا الأول أكثر عدداً وإن كان القول الثاني أدني إلي القبول. وسمّي ذا المجاز لأن إجازة الحاج كانت منه، ولعل السوق أحياناً تمتد، أو ينتقل الناس فيها: يقتربون ويتعدون حتي تشتغل هذه المسافة.
وذو المجاز من ديار هذيل، هم أهلها وجيرانها الأدنون.
يكثر ورود ذي المجاز في شعر العرب ولاسيما شعراء هذيل، لأنها من اسواقهم الكبري، ومن المواسم أيضاً، قال أبو ذؤيب الهذلي:
وراج بها من ذي المجاز عشية
يبادر أولي السابقات إلي الحبل
وقال الليثي:
للغانيات بذي المجاز رسوم
في بطن مكة عهدهن قديم
أما التي ذكرها الحارث بن حلّزة في معلقته:
واذكروا حلف ذي المجاز وما قدم فيه العهود والكفلاء
فالغالب أنها التي في شمال الجزيرة، لأن مقام قبيلته والأحداث بينها وبين غيرها كانت هناك.