37قال الإمام الشافعي: فأعلم رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه سبحانه فرض أن يقاتلهم حتّى يظهروا أن لا إله إلاّ الله، فإذا فعلوا منعوا دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّها.
وقال القاضي عياض: اختصاص عصم النفس والمال لمن قال: لا إله إلاّ الله، تعبير عن الإجابة عن الإيمان، أو أنّ المراد بهذا مشركو العرب وأهل الأوثان ومن لا يوحّد، وهم كانوا أوّل من دُعي إلى الإسلام وقوتل عليه، فأمّا غيرهم ممّن يقرّ بالتوحيد فلا يكفي في عصمته قوله: لا إله إلاّ الله إذا كان يقولها في كفره وهي من اعتقاده، ولذلك جاء في الحديث الآخر:
«وأنّي رسول الله، ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة» .
وهذه النصوص - وغيرها كثير - تُصرّح بأنّ ما تحقن به الدماء وتصان به الأعراض ويدخل به الإنسان في عداد المسلمين ويستظلُّ بخيمة الإسلام، هو الاعتقاد بتوحيده سبحانه ورسالة الرسول، وهذا ما نعبّر عنه ببساطة العقيدة وسهولة التكاليف الإسلامية.
وأمّا الصنف الثاني فنأتي ببعض نصوصه:
1. ما رواه البخاري عن عبد الله بن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال (وهو يبيّن معنى الإيمان بالله وحده) :
«شهادة أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان وأن تُعطوا من المغنم الخُمُس» .
2. ما تضافر عن رسول الله صلى الله عليه وآله:
«مَن شهد أن لا إله إلاّ الله، واستقبل قبلتنا وصلّى صلاتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم، له ما للمسلم وعليه ما على المسلم» .
3. روى ابن عمر: أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
«أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّ الإسلام، وحسابهم على الله» .