366. المعاد، والاعتراف بأنّه من أركان الإيمان، وإن غفل عنه أكثر المتكلّمين الباحثين في الإيمان والكفر، ولا يتحقّق للدين - بمعناه الوسيع - مفهوم، ما لم يوجد فيه عنصر العقيدة بيوم المعاد، ولاتتسم العقيدة بسمة الدين إلاّ به، ولأجل ذلك قُرن الإيمان به، بالإيمان بالله سبحانه في غير واحدة من الآيات، قال سبحانه: إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَ الْيَوْمِ الآخِرِ .
هذا كلّه حول العقائد، وأمّا الفروع فالإيمان بالضروريات من مقوّمات الإيمان، كالإيمان بوجوب الصلاة والزكاة والحج وصوم شهر رمضان بمعنى أنّ منكر وجوب هذه العبادات يخرج من الإيمان.
وما ذكرناه هو حصيلة الروايات المتضافرة الّتي جاءت على صنفين:
1. ما اقتصر على إظهار الشهادتين.
2. ما جاء فيه الاعتقاد ببعض الفروع.
أمّا الصنف الأوّل فنذكر منها ما يلي:
روى مسلم عن عمر بن الخطاب أنّ عليّاً صرخ: يا رسول الله، على ماذا أُقاتل الناس؟ قال صلى الله عليه وآله:
«قاتلهم حتّى يشهدوا أنّ لا الله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فقد مَنعوا منك دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّها. وحسابهم على الله» .
وهذا هو المروي عن الإمام الصادق عليه السلام، حيث روى البرقي مسنداً عنه أنّه قال:
«الإسلام شهادة أن لا إله إلاّ الله والتصديق برسول الله، به حقنت الدماء وعليه جرت المناكح والمواريث» .
وقد روي نظيره عن الإمام الرضا عليه السلام، عن آبائه عن عليّ عليهم السلام قال:
«قال النبي صلى الله عليه وآله: أُمرت أقاتل الناس حتّى يقولوا لا إله إلاّ الله، فإذا قالوا حرمت عليّ دماؤهم وأموالهم» .
ومن حسن الحظ أنّ أئمة الفقه من السنّة صرّحوا بذلك.