351. وجوده سبحانه - جلّت عظمته وتقدّست ذاته - وتوحيده وأنّه واحد لاندّ له ولا مثل، وقد تمثّل هذا النوع من التوحيد في سورة الإخلاص، قال سبحانه: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ * اَللهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ .
2. أنّه متفرّد في الخالقية، فلا خالق للعالم وما فيه إلاّ الله سبحانه، وقد أكّد القرآن على ذلك في آيات كثيرة، نظير قوله تعالى: قُلِ اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْء وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ .
3. أنّه متفرّد في الربوبية والتدبير، فلا مدبّر للعالم وما فيه سواه، وقد ركّز القرآن على هذا الأمر في مختلف الآيات نظير قوله تعالى: إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّام ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيع إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ .
إنّ التوحيد في التدبير لا ينافي الاعتقاد بسائر المدبّرات الّتي تدبّر العالم بإذنه سبحانه، والّتي تُعد من جنود الله، كما لا ينافي أيضاً القول بتأثير الأسباب الطبيعية في المسبّبات، إذ كلّ ذلك بإذنه سبحانه. كيف وقد جاء التصريح به في آيات عديدة.
4. التوحيد في العبادة الّذي هو الهدف المهم من بعث الأنبياء كما قال سبحانه: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّة رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلاَلَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ .
نعم التوحيد في العبادة من شؤون التوحيد في الخالقية والربوبية، فبما أنّ مصير العالم والإنسان آجلاً وعاجلاً بيده سبحانه، فلا يعبد إلاّ إيّاه.
5. نبوة الأنبياء العظام عليهم السلام، ونبوّة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، ورسالته العالمية الخاتمة، قال سبحانه: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَ مَلاَئِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَد مِنْ رُسُلِهِ وَ قَالُوا سَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ . إلى غير ذلك من الآيات الدالّة على نبوة الأنبياء ونبوة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، وكونه خاتم الأنبياء.