86والشطر: الجهة والناحية ومنه قصدتُ شطره أي نحوه. والقصد، ومنه «شطر شطره» أي قصد قصده، ومنه قولهم: «خذ شطر زيد» أي قصده، ومنه: فولّ وجهك شطر المسجد. . . أي جهته وتلقاءَه ونحوه وهو ما عليه أكثر المفسّرين. فالشطر إذن يأتي بمعانٍ منها النصف ومنها الجزء ومنها القصد والجهة والناحية. . . وهذه كلّها خاصة الجهة والتلقاء عند أكثرهم، وردت في تفسير كلمة الشطر في الآيات الكريمة.
وقد ذكر صاحب الدرّ المصون وغيره أشعاراً تدل علىٰ أنها بمعنىٰ نحو وتلقاء.
ألا مَنْ مبلغٌ عني رسولاً
كلّ ذلك بمعنىٰ نحو وتِلقاء 1.
وفي مجمع البيان: . . . وشطر المسجد الحرام أي نحوه وتلقاءه. . .
وذكر قولاً للزجاج: هؤلاء القوم مشاطرونا أي دورهم تتصل بدورنا كما يقال: هؤلاء يناحوننا أي نحن نحوهم وهم نحونا. وذكر قولاً لصاحب العين: شطر كلّ شيء نصفه، وشطره نحوه وقصده، ومنه المثل: احلب حلباً لك شطره أي نصفه 2. .
كما أنّ القرطبي يقول: الشطر له محامل: يكون الناحية والجهة كما في آية: شطر المسجد الحرام وهو ظرف مكان كما تقول: تلقاءه وجهته. . كما يذكر أنّ شطر المسجد: نصفه ومن الحديث «الطهور شطر الإيمان» . . . وابن العربي الذي كثيراً ما يستفيد القرطبي من آرائه يقول: الشطر في اللغة يقال على النصف من