237
النافون للتعليق:
ولعلّ أوّلهم والذي يعدُّ المؤسّس لهذا المذهب - كما ذكرنا - هو أبو جعفر النحّاس، حيث ذكر أنّ حمّاداً الراوية هو الذي جمع السبع الطوال، ولم يثبت من أنّها كانت معلّقة على الكعبة، نقل ذلك عنه ابن الأنباري 1. فكانت هذه الفكرة أساساً لنفي التعليق:
كارل بروكلمان حيث ذكر أنّها من جمع حمّاد، وقد سمّاها بالسموط والمعلّقات للدلالة على نفاسة ما اختاره، ورفض القول: إنّها سمّيت بالمعلّقات لتعليقها على الكعبة، لأن هذا التعليل إنّما نشأ من التفسير الظاهر للتسمية وليس سبباً لها، وهو ما يذهب إليه نولدكه 2.
وعلى هذا سار الدكتور شوقي ضيف مضيفاً إليه أنّه لا يوجد لدينا دليل مادّي على أنّ الجاهليين اتّخذوا الكتابة وسيلة لحفظ أشعارهم، فالعربية كانت لغة مسموعة لا مكتوبة. ألا ترى شاعرهم حيث يقول:
فلأهدينّ مع الرياح قصيدة
ودليله الآخر على نفي التعليق هو أنّ القرآن الكريم - على قداسته - لم يجمع في مصحف واحد إلّابعد وفاة الرسول صلى الله عليه و آله (طبعاً هذا على مذهبه) ، وكذلك الحديث الشريف. لم يدوّن إلّابعد مرور فترة طويلة من الزمان (لأسباب لا تخفى على من سبر كتب التأريخ وأهمّها نهي الخليفة الثاني عن تدوينه) ومن باب أولى ألّا تكتب القصائد السبع ولا تعلّق 4.
وممّن ردّ الفكرة - فكرة التعليق - الشيخ مصطفى صادق الرافعي، وذهب إلى أنّها من الأخبار الموضوعة التي خفي أصلها حتّى وثق بها المتأخّرون 5.
ومنهم الدكتور جواد علي، فقد رفض فكرة التعليق لاُمور منها: