228الحق، فمن لم ينصرك يومئذ فليس مني 1. وأن آخر شراب له ضَياح لبن. . .
كلّ هذا وغيره ليدلهم صلى الله عليه و آله على الحق المبين في وقت قد تلتبس الأمور فيحلّ الغموض بدل الوضوح، وتقع الفتنة ويتيه بعض ويضطرب آخرون فأشار الى الرمز والى الدليل، إنه عمار بن ياسر وإنه بالتالي عليّ بن أبي طالب «يا عمار إن رأيت علياً سلك وادياً وسلك الناس وادياً غيره فاسلك مع علي ودع الناس، إنه لن يدلك على ردى ولن يخرجك من الهدىٰ» . لقد كان عمار الميزان، وكان الحجة الأخيرة على المخالفين والمناوئين «الناكثين والمارقين والقاسطين» الذين أعماهم حقدهم وبغضهم لعلي عليه السلام عن أن يروا الحقّ الناصع والهدى المبين فيه ومن خلاله.
وأخيراً وقعت معركة صفين، ووقف عمار خطيباً: اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أقذف بنفسي في هذا البحر لفعلت، اللهم إنك تعلم أني لو أعلم رضاك في أن أضع ظُبة سيفي في صدري، ثم أنحني عليه حتىٰ تخرج من ظهري لفعلت، وإني لا أعلم اليوم عملاً هو أرضىٰ لك من جهاد هؤلاء الفاسقين، ولو أعلم أن عملاً من الأعمال هو أرضىٰ لك منه لفعلته 2. وبدأ القتال وتحدثت الأخبار:
أن عماراً كان صائماً، وقد غربت الشمس فأُتي بلبن فشربه، ثم قال: إنّ النبيَّ صلى الله عليه و آله قال: هذه آخر شربة أشربها من الدنيا، أو آخر زادك من الدنيا ضياح لبن، فقام فقاتل حتىٰ قتل رضوان اللّٰه عليه.
وعن أبي سنان الدؤلي صاحب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: قال: رأيتُ عمار بن ياسر دعا بشراب، فأتي بقدح من لبن فشرب منه، ثم قال: صدق رسولاللّٰه صلى الله عليه و آله، واليوم ألقى الأحبة محمداً وصحبه. إنّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله قال: «إنّ آخر شيء تزوده من الدنيا ضيحة لبن» ثم قال مبيناً يقينه بأنه - قطعاً - على الحق المبين، وأن خصمه على الباطل، انظره يقول: واللّٰه لو هزمونا حتىٰ يبلغونا سعفات هجر، لعلمنا أنا علىٰ حق وهم علىٰ باطل. ولأنه راية الحق والهدىٰ ترىٰ أصحاب رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله في