227معاوية هذا بأن قال: فرسول اللّٰه صلى الله عليه و آله إذاً قتل حمزة حين أخرجه 1.
وهذا ما حدث بالفعل، فقد بغىٰ معاوية بن أبي سفيان وجنده علىٰ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فكانت وقعة عظيمة بينهما في صفين وقف فيها عمار وكان معه ثمانون بدرياً ومائة وخمسون ممّن بايع تحت الشجرة، وجمع كبير من القراء، وكان مجموع من شهد معه من الصحابة ألفين وثمانمائة 2وراح ضحيتها الآلاف، وكان بينهم الكثير من الصحابة والتابعين، الذين استشهدوا دفاعاً عن الحقّ ورايته التي يحملها عمار.
وهنا لابدّ لنا من وقفة قصيرة، فنقول: لقد كانت معركة صفين أمراً لابدّ من وقوعه، فهو النتيجة الطبيعة للصراع بين الإسلام الحقيقي ووارثيه والإسلام الآخر المحرّف ووارثيه أيضاً؛ وهي بالتالي لا تختلف ولا تقل أهمية وخطورة عن معارك الإسلام الكبرىٰ بدر وأحد والخندق وحنين. . . ضد الشرك والمشركين، وهذا ما طواه عمار بكلمته المشهورة: أيها الناس هل من رائح الى اللّٰه تحت العوالي (الرماح) ؟ والذي نفسي بيده، لنقاتلهم علىٰ تأويله كما قاتلناهم علىٰ تنزيله. وأكّد هذا وهو يشقّ طريقه مقاتلاً بين الصفوف في صفين وهو يقول:
نحن ضربناكم علىٰ تنزيله
أو يرجع الحقّ الىٰ سبيله 3.
وهذا ما يبين لنا تأكيد النبي صلى الله عليه و آله أن عماراً تقتله الفئة الباغية، واعادته لهذه العبارة في كثير من المناسبات: إذا رأىٰ عماراً قالها له، وإذا مرض عمار وظن زائروه أنه ميت قالها رسول اللّٰه، إذا اشتكىٰ عمار من ألم أو من شيء آخر أعادها رسول اللّٰه عليه. . وكان صلى الله عليه و آله يحرص أن يُسمع قولَه هذا الآخرين، ولم يكتف صلى الله عليه و آله بهذا بل كان يصرح ويبين هدف القتال الذي سيقع قطعاً، وهذا الهدف متمثل بقوله عن عمار: . . . يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار. وأنّه ستقتلك الفئة الباغية وأنت مع