192والحجارة، وهو يقول: ولمّا كان الشيطان ماكراً وحقوداً بحيث بنىٰ بيته في مكان ضيّق لا يزيد في اتساعه عن أربع وثلاثين قدماً، وأنّه فضلاً عن ذلك مملوء بالحجارة الضخمة، التي يجب على الإنسان تسلّقها، إذا كان عليه أن يصيب الهدف. فالحجّاج مدعوون لإتمام هذا المنسك أو هذه العملية رأساً بعد وصولهم إلى (منىٰ) ، وهكذا تسود الفوضى النادرة المثال، ولكنّي أخيراً وبعد أن ساعدني خدمي وأصدقائي تدبّرت أمر إتمام هذا الواجب المقدّس، ولكن أصبت بجرحين في رجلي اليسرىٰ.
كانت ملاحظاته عمّا رأى دقيقة، ولكنّها جافّة، ولم تكن تخلو من إشارات خفيّة وتلميحات تهكمية فيها. فهو يلاحظ مثلاً أنّ الأرض خارج الكعبة كانت على مستوى أرض الكعبة الداخلي، ولكن لا يمكن الوصول إليها الآن إلّاباستعمال بعض الدرجات، وهو يقول: «الحقيقة أنّ الإنسان يجب أن يفترض أنّ الحجر الأسود كان موضوعاً في مكان آخر غير المكان الذي هو فيه الآن، وذلك لأنّه منخفض بمقدار قدمين عن مستوى البوابة. فالكفّار ربّما دار بخلدهم أنّ الحجر الأسود لم يكن موجوداً أو أنّه كان تحت الأرض. .» .
ثم يقول: «أمّا أنا فلا أعتقد بمثل هذه الأفكار حول ذلك العهد الإلهي الثمين المقدّس» (19) ثم يعطي مقاييس الحجر الأسود فيقول: «يعتقد ان الملاك جبريل قد جلب الحجر الأسود من الجنّة، وكان شفافاً وقد قدّمه لإبراهيم الخليل، ولمّا لمسته امرأة نجسة تحوّل إلى اللون الأسود» ثم يعود. . فيقول: «في الحقيقة أنّ هذا الحجر هو من البازلت البركاني، وهو محاط ببعض البلورات الصغيرة المدببة اللامعة، ويحتوي بعض سلكات الألمنيوم على أرضية سوداء، وهو أسود غامق يشبه المخمل الأسود والفحم باستثناء نتوء واحد يميل إلى الاحمرار» (20) .
ولسنا بحاجة إلى التأكيد على أنّ علي بك أو (دومنيكو باديا) لم يُظهر لنا تفاعله الروحي مع مناسك الحج، وأنّى & له ذلك وهو اليهودي المكلّف بمهمّة