191أصل أفريقي - منعوهم، وذلك بضرب كلّ من يقترب بعصيّهم. وقد بقيت بعيداً عن الباب، وذلك لتجنّب الاختلاط بالجمهور، وعندها رأيت السيّد المسؤول عن بئر زمزم يشير إليّ بيده أن أتقدّم، وذلك بأمر من شريف مكّة، ولكن كيف أستطيع أن أشق طريقي، خلال الألوف من الناس أمامي؟»
بدأ الحرّاس بغسل الكعبة بالماء المقدّس من ماء زمزم، وقد تلقّف الجمهور تلك المياه، وكان البعيدون من الحضور ينادون طالبين حصّتهم من الماء، وقد قُدّمت آنية الشرب، ونال علي بك وعاءً شرب بعض ما فيه، وصبّ الباقي على نفسه، وذلك لأنّ الماء يحمل بركة اللّٰه فيه، ومع ذلك فقد كان ممزوجاً بماء الورد ذي الرائحة الزكية. وبعد ذلك حاول علي بك الوصول إلى باب الكعبة، وقد حمله عدّة أشخاص من فوق رؤوسهم، وأخيراً وصل إلى الباب حيث ساعده الحرس الافريقيون على الدخول. وفي داخل الكعبة سلّموه حزمات من (الفراشي) وبدأ يشطف أرض الكعبة، كما كان الشريف يشطف أيضاً وبحماس عظيم، مع أنّ أرض الكعبة كانت نظيفة ولامعة كلوح من الجليد. «وعندما انتهت هذه الاحتفالات أعلن الشريف أنّه قد أنعم عليّ بلقب خادم بيت اللّٰه الحرام، وعندها تلقيت تهاني ومباركات جميع المشتركين» (18) .
وصف مناسك الحجّ
ويأتي بعد ذلك على إيراد تفاصيل اُخرى عن مناسك الحج؛ ليطلع عليها قرّاؤه في أوروپا، فذكر كيف صعد إلى قمّة جبل عرفات، وهو المكان الذي يُقال: إنّ آدم قد قابل به حواء بعد انفصال طويل. ثم يذكر أنّه كان هنالك على قمّة جبل عرفات مكان مقدّس، عمل الوهابيون على هدمه. ثمّ يذكر لقرّائه عن رمي الجمرات أي الحجارة في منىٰ. وقال: إنّ هذه الحجارة ترمز إلى بيت الشيطان، وهو بناء غريب الشكل يرمي عليه جموع لا تُحصى ولا تُعد من الحجّاج الحصىٰ