18العابدين اِقرإ الفاتحة.
فرفعت يدي وقرأت الفاتحة، بعدها دعوتُ بالدعاء المسمّى بدعاء سريع الإجابة، الذي رواه محمد بن يعقوب الكليني في (أصول الكافي) في كتاب الدعاء وهو هذا:
«اللهم إنّي أسألك باسمك العظيم، الأعظم، الأجلّ، الأكرم، المخزون، المكنون، الحقّ، البرهان المبين، الذي هو نورٌ على نور، ونورٌ من نور، ونورٌ في نور، ونورٌ على نور، ونورٌ فوق كلّ نور، ونورٌ على كلّ نور، ونور يُضيء به كُلّ ظُلمة، وتكسرُ به كلّ شدة، وكلّ شيطان مريد، وكلّ جبار عنيد، ولا تقرُّ به أرضٌ، ولا تقوم به سماءٌ، ويا من يؤمن به كلّ خائف، ويُبطل به سِحرُ كلّ ساحر، وبغي كلّ باغ، وحسد كلّ حاسد، ويتصدّع لعظمته البرُّ والبحر، ويستقر به الفلك حين يتكلم به الملك فلا يكون للموج عليه سبيل، وهو اسمك الأعظم، الأجلّ، الأكرم، النور الأكبر الذي سمّيت به نفسك، واستويت به على عرشك، واتوجَّه إليك بمحمدٍ وأهل بيته، وأسألك بك وبهم أن تُصلّي على محمدٍ وآل محمد» .
ودعوتُ. . . وأخذتُ حَجَر الركن المبارك الغربي وهو الآن في داخل الأساس، وجاء رجلٌ من المؤمنين اسمه محمد حسين من أهل أبرقوه 1بطاسٍ من النّورة وكبّ 2في الأساس، وفرشتُ تلك النُّورة بيدي، وقلتُ:
«بسم اللّٰه الرحمن الرحيم، اللهم ثبّت دولة محمدٍ وآل محمد، وعجّل فرجهم»
وحطّيت 3ذلك الحَجَر في زاوية الركن الشريف الغربي في أساس إبراهيم عليه السلام والحمد للّٰه.
وشرعت في البناء، وقلتُ أوّل شروعي:
«اللهم إنياُشهدك وملائكتك المقربين بأني أشركتُ معي جميع المؤمنين والمؤمنات، أحيائهم وأمواتهم، والذين في أصلاب الرجال، وفي بطون الاُمهات الىٰ يوم الدين في عملي هذا» ، واغتنمت الفرصة، وللّٰه دَرُّ القائل:
تمتّع إن ظفرتَ بنيل قرب
وحصّل ما استطعت من ادخار