19
فقد وسعت أبواب التداني
واشتغلت الىٰ نصف النهار، وحطّيت أحجاراً كثيرة حتى ارتفع تمام جدار العرض الشامي من أصل الأساس قريب ثلاثة أذرع، فلمّا قضيتُ من ذلك الوطر، ومتَّعتُ عيني من ذلك الأساس بالنظر لاتحف بوصفه المشتاقين، وأنشر من طيّب أخباره في المحبّين، وقع الكلام . . . بأنّ الذي أسس الكعبة مجتهدُ الرافضة، فلمّا سمعتُ هذه الحكاية قلتُ: «موتوا بغيضكم ما لكم من علاج، قد كان ما كان» فقلّلت المدخلَ؛ لأنّ الذي يُفهم من حديث علي بن الحسين عليه السلام الآتي ذكره نفس التأسيس فقط، لا بناء الجدران 1، فاحضر بعض الأوقات وأغيب بعضها حتى وصل العمل الى الركن الذي فيه الحَجَر الأسود يوم التاسع من رجب، هذا وأنا أتّقي وما أدخل معهم في الشغل، فذكرتُ لبعض أشراف بني حسن - هو شريك سلطنتهم - وقلتُ له: أحضر الكعبةَ عسى أن تمنعهم من أن يرفعوا الحَجَر، واُلهمتُ في ذلك اليوم بقراءة الدعاء المبارك السّيفي، فلمّا قرأت سبعاً وعشرين مرةً وصل اليّ الخبر بأنْ لما كشفوا الحجر تخيّل لهم كأنّه تنينٌ عظيم يريد أن يأكلهم، ودخل السيد علي بن بركات - أيده اللّٰه تعالى - وهو من أكابر أشراف بني حسن ومنعهم أيضاً وقال لهم لا تشيلوه 2!
فالحاصل، منع المعصومون عليهم السلام (الآخرين) أن يرفعوا الحَجَر الأسود، وأعطانا اللّٰه بركاتهم عليهم السلام منصب التأسيس هذا عطاؤنا فَاْمنُنْ أو أمسِكْ بغَير حِساب 3، وكانَ حَقًّا علينا نَصْرُ المؤمنين 4.
ويوم الثاني والعشرين من رجب هذا المذكور علّقوا الباب الشريف،