17الشريف بواسطة، فينبغي أن يُمنع الركنُ من الدّوس بأن تجعله خارجاً عن محطّ أقدام المشتغلة، فقال: بسم اللّٰه، فطلبتُ ألواح الخشب وجعلنا الزاوية خارجاً عن محل تردد الفَعَلة، فانسترت 1الزاوية بخمسة ألواحٍ من الخشب عدد آل العباء عليهم السلام 2فخطر ببالي أنّ هذه إشارة من آل العباء عليهم السلام بأنّهم يحفظون الحَجَر الأسود. . . وذكرتُ لبعض الصالحين هذه الإشارة، وآخر الأمر صار كما خطر ببالي والحمد للّٰه.
فلما فرغوا من هدم الجُدران لقينا أساس الجدران الثلاثة في غاية الاستحكام، ودخلوا في الاساس من جهة العرض الشامي الذي فيه الميزاب قريب ذراعٍ وربع، وأخرجوا الصخور العظيمة، والذي احتاج الى التغيير غيّروه، وليلة الأحد الثاني والعشرين من الشهر المذكور وقع القول بأنّ غداً في الصبح يشرعون في التأسيس، وكنتُ أنا أُفكر تلك الليلة وأقول في نفسي: ياربّ وقت الصبح إذا حضر أشراف مكّة والقاضي وشيخ الحرم ووكيل السلطان والمباشر وعلماء مكة. . . كيف يكون حالي حين التأسيس؟ وأتضرع الىٰ من له الحول والقوة، وأناجي بهذه الابيات: بالبيت، بالحرم الشريف، بزمزم
أسألك أن تجعلني مؤسساً لبيتك الحرام، وقمتُ سحر تلك الليلة، واغتسلتُ غسل دخول الكعبة ودخلتُ المسجد، وصلّيت صلاة الليل وصلاة الصبح، فرأيتُ المباشر دخل الكعبة مع جماعة قليلة من البنّائين وليس معهم أحدٌ من أهل المناصب، حتى الوكيل، كأنَّ اللّٰه سبحانه وتعالى قيّدهم في سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً 3فدخلتُ معهم، فقال المباشر: ياسيّد