16وكنت قبل هذه القضيّة قرأتُ في كتاب الحجِّ من كتاب الكليني في باب (ورود تُبّع. . .) حديث تأسيس علي بن الحسين عليهما السلام الكعبة المشرفة، وخطر ببالي أنّ الشيعة - رضي اللّٰه عنهم - كانت تفتخر بأنّ مؤسس الكعبة الشريفة بعد إبراهيم عليه السلام كان النبيّ صلى الله عليه و آله وبعد النبيّ صلى الله عليه و آله كان علي بن الحسين عليهما السلام فإذا جاء رجلٌ من عند سلطان الروم وبنى الكعبة الشريفة ينسَّدُ بابُ هذا الافتخار عن الشيعة. . . واجتهدتُ اجتهاداً عظيماً، و ] كنت [ أقول عسى تبني ] البيتَ [ بدراهم المؤمنين بأيّةِ حيلة تكون، واُحاول مع شريف مكّة المعظمة، حتى أرضيه بأن نبنيها ظاهراً باسم سلطان الروم 1& ، وباطناً بمال أخي في اللّٰه وسلطان العارفين صدر الدين علي 2، الملقب بمسيح الزمان - أطال ] اللّٰه [ بقاه، وبلّغه غاية ما يتمناه - لحسن ظني به، ويكون لي طريقٌ الىٰ أساسها، وكلّما أرضيه يجيء الناس يخوّفونه من سلطان الروم، حتى وقف على البناء، وأُرسل الخبرُ الىٰ مصر وقسطنطينية، فلمّا سمعوا أرسلو رجلين وكيلاً من جهة السلطان ومباشراً، وشرعوا يوم الثلاثاء الثالث من جمادى الثاني «الآخرة» سنة ألفٍ وأربعين في هدم بقية جدران البيت الشريف، فحثني داعي الشوق وغلبة الوجد، ودخلت معهم في الشُّغل 3. واللّٰهُ َيْعلَمُ المُفْسِدَ مِنَ المُصْلِح 4، وسألت اللّٰه أن يمنحني حُسن الأدب في ذلك المحل العظيم، ويُلْهِمني ما يستحقه مِنَ الإجلال والتعظيم، وأن يرزقني منه القبول والرضا والتَّجاوز عمّا سَلَف ومضى، وكنتُ في بعض الأوقات أجلسُ في وسط الكعبة الشريفة وأتلو القرآن، فلمّا رآني الوكيل والمباشر والبنّاؤون والفَعَلة اعتقدوا فيَّ اعتقاداً عظيماً ببركة المعصومين عليهم السلام وكلّ كلامٍ أقول لهم من جهة البيت الشريف يقولون: سمعاً وطاعةً، حتّى هدموا بقية جدران البيت إلّاالحَجَر الفوقاني الذي على الحجر الأسود، والحَجَر الذي تحته، فرأيت الفعلة يدوسون بأرجلهم على الحَجَر الفوقاني الذي على الحجر الأسود، فقلتُ للمباشر: الوقوف على الحجر الفوقاني وقوفٌ على الحجر