138الزعيم، ويقف على العتبة، ويصعد اثنان آخران حتىٰ يرفعا عن الباب الحلّة والديباج. فيمسك أحدهما أحد الطرفين، ويمسك الثاني بالطرف الآخر، كأنهم أرادوا أن يلبسوا الزعيم لبّادة وهو يفتح الباب، فيفتح القفل وينزع الحلقة منها، وفي هذه الأثناء يقف عند باب الكعبة جمع من الحجيج يرفعون أيديهم مبتهلين عند فتح الباب، وعندما يتعالىٰ صوت الحجيج يعلم كلّ الحاضرين في مكّة أن باب البيت قد فُتح، فيهمّ الجميع بالابتهال والدعاء بصوت عالٍ، فتدوّي الأصوات المنادية دويّاً عظيماً في أنحاء مكّة، وعندها يدخل ذلك الشيخ إلىٰ داخل البيت، فيُصلّي فيه ركعتين، حيث لا يزال الشخصان حاملين حلّة الكعبة. ثم يرجع الشيخ ويترك باب الكعبة مفتوحاً علىٰ مصراعيه، ويقف على العتبة ليخطب بالناس - بصوت جهور - فيُصلّي علىٰ رسول اللّٰه - عليه الصلاة والسلام - وعلىٰ أهل بيته. عندها يقف ذلك الشيخ ومُرافقوه علىٰ جانبي باب الكعبة فيُمسكون بالحاجّ ويُدخلونه الى الكعبة، فيُصلّي الحجيج ركعتين، ويخرجون، ويستمرّون علىٰ ذلك حتىٰ ينتصف النهار، فيؤدّون الصلاة في البيت تجاه باب الكعبة وإن جاز أداؤها إلىٰ ساير الجوانب. ولقد أحصيت عدد الناس الذين دخلوا البيت بحيث لم يبق متّسع لأحد يدخل، فكانوا سبعمائة وعشرين رجلاً.
إنّ حجاج اليمن عندما يأتون إلى الحج، يفعلون كما يفعل الهنود، حيث يلفّون مئزراً علىٰ ظهورهم، ويُسدلون شعرهم، ويضفرون لحاهم، متحزّمين بخناجرهم القطيفية، كالهنود، ويُقال إن أصل الهنود من اليمن.
وتُفتح باب الكعبة خلال أشهر شعبان ورمضان وشوال، وأيّام الاثنين والخميس والجمعة، وتُغلق بحلول شهر ذي القعدة.
عمرة جعرانة:
علىٰ بعد أربعة فراسخ الى الشمال من مكّة، هناك منطقة تسمىٰ جُعرانة، فمن هذا المكان أحرم المصطفىٰ صلى الله عليه و آله مع جيشه يوم السادس عشر من ذي القعدة، وجاء