13أنّ لهم مسدّداً في الإفتاء ونقل الأحاديث وتفسير القرآن الكريم.
أمّا ما هو المسدّد، فالبحث عنه موكول إلى مقام آخر.
** *
الثاني: العصمة لا تلازم النبوّة
إنّ بعض مَن يتحاشى من وصف غير الأنبياء بالعصمة يتصوّرون وجود الملازمة بين العصمة والنبوة، والحال أنّ بينهما من النسب عموماً وخصوصاً من وجه مطلق، فكلّ نبيّ معصوم وليس كلّ معصوم بنبيّ.
فهذه هي مريم العذراء الّتي هي الأُسوة والقدوة للنساء كما عليه قوله سبحانه:
( وَ مَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ التي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَ صَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَ كُتُبِهِ وَ كَانَتْ مِنَ القَانِتِين َ) . 1
وبما أنّه سبحانه جعلها قدوةً ومثالاً يحتذى به، فلابد أن تكون معصومة عن المعاصي والأخطاء، وإلاّ لايصح أن تكون أسوة قولاً وفعلاً على الإطلاق. وبالجملة: وجود الملازمة بين الأُسوة المطلقة وبين العصمة.
ويؤيّد عصمتها أيضاً قوله سبحانه: ( وَ إِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) . 2فإنّ إطلاق قوله: ( وَطَهَّرَكِ) يدلّ على طهارتها من الرذائل والذنوب والخطإ والزلل.
كما أنّ منزلة الزهراء (س) في حديث أبيها تعرب عن عصمتها قولاً وفعلاً، فقد روى البخاري عن مسعود بن مخرمة أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله)