7ثم ذكر أهل السيرة منهم السهيلي: أنّ الذي أخرجاه هي العلقة، التي هي محل مغمز الشيطان عند الولادة، أي مطمعه.
ثم إنّ صاحب السيرة الحلبية بسط الكلام في الأقوال المختلفة في هذا الباب بما يزيد على عشرين صفحة. 1
ثم إنّ المؤلّف حاول الجمع بين الروايات المختلفة، التي تدلّ تارةً على أنّه كان في حجر حليمة، وأُخرى أنّه كان ابن عشر سنين، وثالثة أنّه كان ابن عشرين سنة، كما حاول الجمع بين شقّ الصدر والبطن والقلب، كما تكلّم في كيفية الشق وغسل أحشاء البطن، ثمّ إعادتها إلى محلّها، إلى غير ذلك من الأُمور المتعارضة.
أقول : مهما كثرت رواة هذا الأمر، فإنّه لا يمكن الاعتماد على أخبارهم، وذلك:
أوّلاً: أنّ عظمة النبي الأكرم (ص) تتجلّى في العزوف عن ارتكاب المعاصي والآثام، مع قدرته على فعلها وممارستها، وقد قلنا في محلّه: إنّ العصمة لا تسلب الاختيار والقدرة عن المعصوم، فلو صحّ ما في هذه الروايات من أنّ الملائكة أخرجت ما هو حظّ الشيطان ومغمزه ومطمعه، أو صحّ ما يقولون: أخرج الغلّ والحسد منه - كما في رواية أخرى -، 2فمعنى ذلك أنّ النبيّ (ص) صار غير قادر على الإتيان بكلّ المعاصي أو بعضها كالغلّ والحسد، وهذا يحطّ من عظمة النبيّ (ص) ، فالنبيّ الأكرم (ص) أجلّ وأفضل من النبي يوسف (ع) حيث إنّه في قمّة شبابه وقوّة شهوته، استعصم وقطع الطريق أمام إغراء امرأة العزيز التي هيّأت نفسها وتزيّنت بأجمل أنواع الزينة، و (قالَ مَعاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي