6
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ أصحاب السير لم يذكروا عن حياة النبي (ص) أيام طفولته وشبابه إلاّ شيئاً قليلاً، ومع ذلك توجد في ثنايا ما ذكروه - حتى أيام حياته في بدء البعثة - أمورٌ يردّها النقل والعقل الحصيف، وقد وعدنا القرّاءَ في العدد السابق أن نذكر شيئاً من ذلك، فنقول:
1. أُسطورة شرح الصدر
أمّا ما يرجع إلى أيام طفولته؛ فهو ما اشتهر بين المحدّثين بقصة شرح الصدر، فقد قالوا: بأنّه قد نزل ملكان وشرحا صدره، فأخرجا منه العلقة، التي هي محل مغمز الشيطان عند الولادة، واعتمدوا في ذلك على ما نقلته كتب السيرة النبوية عن أمّه الرضاعية (حليمة) ، وإليك النقل:
قالت حليمة: . . . . وبلغ حفيد عبدالمطلب سنتين، فبينما هو (ص) وأخوه في بُهم لنا خلف بيوتنا (والبهم: أولاد الضأن) إذ أتى أخوه يعدو فقال لي ولأبيه: ذاك أخي القرشي قد أخذه رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاه، فشقّا بطنه فهما يسوطانه، 1قالت: فخرجت أنا وأبوه نحوه، فوجدناه قائماً منتقعاً، 2وجهه لما ناله من الفزع، أي من رؤية الملائكة.
ثم قالت (حليمة) : فالتزمته والتزمه أبوه، فقلنا له: مالك يا بنيّ؟
فقال (ص) : جاءني رجلان عليهما ثياب بيض (أي: وهما جبرئيل وميكائيل) فأقبلا يبتدراني، فأخذاني فأضجعاني فشقّا بطني، فالتمسا فيه شيئاً، فوجداه فأخذاه وطرحاه ولا أدري ما هو.