7
قُلْ أرَأيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأتِيكُمْ بِضِياءٍ أَ فَلا تَسْمَعُونَ * قُلْ أرَأيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأتِيكُمْ بلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أ فَلا تُبْصِرُونَ . 1ترى أنّه سبحانه يعدُّ تدبير العالم على نحو يعيش الإنسان فيه عيشاً رغيداً من شؤون الإله، ولذلك يقول: مَنْ إلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأتِيكُمْ بِضِياءٍ . أو يقول: مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأتِيكُمْ بِلَيْلٍ فهذا تصريح بأنّ التصرف في الكون من شؤون الإله، ثم يردّ على المشركين بأنّ التصرف في الكون وإن كان من شؤون الإله إلاّ أنّه لا إله إلاّ الله.
فلو وضعنا «الخالق البارئ» وغيرها ممّا يعدّ تفسيراً للمعنى الإجمالي للإله، مكانه: لانسجم معنى الفقرة، بأن يقال: لا خالق ولا بارئ ولامدبّر غير الله، لانسجمت.
وأما لو جعلنا المعبود مكانه، لاختلّت بلاغة الآية، كأن نقول: هل معبود إلاّ الله يأتيكم بالنهار أو بالليل؟ إذ ليس التصرف في الكون على النحو البديع من شؤون المعبود، وما أكثر المعبودين ولكنهم لاينفعون ولايضرون.
وبعبارة أُخرى: إنّ التصرّف في الكون وتنظيم أسباب الحياة من شؤون من بيده الكون ومصير الإنسان، فكأنّه سبحانه يقول: لو اختلّ النظام بأنْ دام النهار أو دام الليل فأيّ إله (من بيده الكون) يأتي بالضياء بعد الليل، أو به بعد النهار، وليس هو إلاّ الله، وأما لو قلنا بأنه بمعنى المعبود يكون المعنى كالتالي: فأي معبود يأتي بالضياء بعد الليل أو العكس؟
ومن المعلوم أنّ التصرف في الكون ليس من شؤون مطلق المعبود، وإنّما هو من شؤون من بيده الكون إيجاداً وتدبيراً؛ فيكون الإله في الآيتين بمعنى المتصرف في الكون والمدّبر، وما يرادفه.
الثالث: الاستدلال على التوحيد بلزوم الفساد عند تعدّد الآلهة