57وَلاتُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرام ِحَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ. 1حيث ذهب المحقّق الأردبيلي إلى أنّ هذه الآية ظاهرة في وجوب إخراج المشركين من مكّة، وفاقاً لما قاله الفقهاء في أبحاثهم الفقهيّة. 2والاستناد إلى هذه الآية الكريمة يقوم على تفسير: مِنْ حَيْثُ أخْرَجُوكُمْ بمعنى: من المكان الذي أخرجوكم منه، أمّا إذا فسّرناها بأنّها في مقام التعليل، بمعنى: أخرجوهم لأنّهم أخرجوكم، فإنّها ستخرج عن مجال الاستدلال؛ لأنّ غاية ما تدلّ عليه حينئذٍ أنه يجب عليكم إخراجهم من مكّة ردّاً على إخراجهم لكم منها، فيتحدّد الحكمضمن إطار هذه المعادلة، فإذا انتهى الزمن الأول الذي عاش فيه من فعل ذلك - إخراج المسلمين من بلدهم- لميعد هناك معنى لإخراج الأجيال اللاحقة؛ لعدم صدق الحيثية الإثباتية للحكم في موردهم، كما هو واضح.
بل حتى لو فهمنا دلالة: مِنْ حَيْثُ أخْرَجُوكُمْ على بيان المكان، فإنّ قرينة أخْرَجُوكُمْ شاهدة على الحيثية التعليلية لهذا الحكم، بوصفه حكماً عقابياً لهم على فعلهم ذلك بكم، وإلا لم يكن هناك معنى لبيان محلّ الإخراج بهذه الطريقة واللسان.
والحيثية التعليلية التي أشرنا إليها، بصرف النظر عن تفسير حَيْثُ في الآية الكريمة تلوح من ظاهر كلمات بعض المفسّرين أيضاً. 3