56بعض الفقهاء المسلمين، ولا أقلّ محلّ جدل. . 1، وذكر بعضهم جواز أن يأذن لهم الإمام بالبقاء ثلاثة أيام فقط. 2بل وصل الالتزام الفقهي بهذا الحكم إلى درجة الحكم بنبش قبره لو دفن فيه على حدّ تعبير بعض النصوص الفقهية 3.
ولم يخالف في أصل المسألة إلاّ بعضٌ قليل من الفقهاء استشكل فيها، مثل السيد أبوالقاسم الخوئي 4.
وعلى أية حال، فلابدّ لنا من دراسة المسألة من حيث الأساس، وأنه هل هناك ما يؤكّد ثبوت هذا التشريع أو ما كان من قبيله في المتوفّر لدينا من المصادر الدينية أم لا؟ كما أنه لابدّ لنا - وفي إطار استعراض وملاحظة النصوص والأدلّة المتوفرة في الموضوع - من ملاحقة المدى الذي تعطيه هذه الأدلّة من حيث السعة والضيق على تقدير ثبوت الجذر والبنية الأولى له.
نظرية الإخراج من الحجاز وجزيرة العرب، الأدلة والشواهد والمناقشات
الذي يظهر من كلمات الفقهاء في هذا الإطار هو الاعتماد على مجموعة أدلّة لتثبيت هذا الحكم، وأهمّها:
1- المستند القرآني لنظرية الإخراج من الجزيرة العربية
اعتمد بعض العلماء هنا على قوله تعالى: وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أخْرَجُوكُمْ وَ الْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ