52فلو أنّ امرءاً حرّاً (مسلماً كان أو غير مسلم) مات أسفاً من هذه المواقف المخزية، ما كان به ملوماً، بل كان جديراً به عند ذوي الضمائر الحيّة.
فأيّة قلوب مختومة تضمّ صدور هؤلاء، حيث لا يفقهون مصالح المسلمين، بل مصلحة أنفسهم؟ ! وأية غشاوة على أعينهم، إذ لا يبصرون من يدافع بحقٍّ عن كيان الأُمّة ومقدّراتها ومقدّساتها؟ ! ! وأيّ وقر في آذانهم، يصمّهم عن سماع صراخ اليتامى والثكالى، وأنين الجرحى والمعذّبين والمشرّدين من أبناء دينهم وأمّتهم؟ ! ! وأية أنفس شحيحة ينطوون عليها، حين تدفعهم إلى البخل عليهم بالدعاء، بل يأمرون الناس فيه بالبخل؟ ! !
كيف يتلُون الكتاب المجيد، وتلهج ألسنتهم بآياته، وهم يخذلون، ويحضّون على خذلان من يصدّ عدوان أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا، وينعتونهم بكل سوء لبِئسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أنفُسُهُم أنْ سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذابِ هُمْ خالِدُون . 1ومع ذلك يدّعون حبّ آل البيت (هم) وتخليص الأُمّة من الصراع الطائفي! ! !
الثالثة: تطرّق الشيخ محمد الخضر في كلامه إلى الشعار الذي ترفعه الشيعة وخطباء المنابر - أعني قولهم: «يا لثارات الحسين» - وسأل عن معنى هذا الشعار ومَن الذي يُنتقَم منه؟
أقول: إنّ التساؤل عن معنى شعار «يا لثارات الحسين» ، وعن الغاية المقصودة منه، وقد بات قتلَة الحسين في مزبلة التاريخ، والإيحاء بأنّ المناداة به دعوة للانتقام من أتباع سائر المذاهب الإسلامية، ما هو إلاّ تساؤل مريب،