48ونحن إذا أمعنا النظر في هذه الآية: قُل هُوَ القادِرُ عَلى أنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوقِكُمْ أوْ مِنْ تَحْتِ أرْجُلِكُمْ أوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأسَ بَعْض أنْظُر كَيْفَ نُصَرِّفُ الآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُون . 1نرى أنّه سبحانه جعل تفرّق الأُمّة إلى شيع، في عداد العذاب النازل من السماء! فأي بيان أفضل من هذا؟ كما نزّه سبحانه نبيّه الأكرم (ص) من أن يكون في عداد المفرّقين للدين فقال: إنّ الّذينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْء إنّما أمْرُهُمْ إلَى اللهِ ثُمَّ يُنبِّئُهُمْ بِماكانُوا يَفْعَلُونَ . 2ويقول الإمام أميرالمؤمنين صلوات الله عليه: «والزموا السواد الأعظم، فإنّ يد الله مع الجماعة؛ وإيّاكم والفرقة، فإنّ الشاذّ من الناس للشيطان، كما أنّ الشاذّ من الغنم للذئب؛ ألا من دعا إلى هذا الشعار فاقتلوه ولو كان تحت عمامتي هذه» . 3
وعلى هذا، فالتقريب بين المسلمين و تخليص الأُمّة من الصراع الطائفي، هو أمنية كل مسلم واع ينبض للإسلام ومصالح المسلمين قلبه.
ولأجل تحقيق هذه الأُمنية قام في النصف الثاني من القرن الرابع عشر، رجال مخلصون من الشيعة والسنّة بتأسيس دار باسم «دار التقريب بين المذاهب الإسلامية» ، وإصدار مجلة باسم «رسالة الإسلام» وقد نجحوا في أهدافهم نجاحاً باهراً يقف عليه كلّ من قرأ شيئاً من منشوراتهم، وما قدّموا