39الأوّل: التبرّك مخصوص بآثار النبي (ص) في حال حياته لا بعد رحيله. 1ولسائل أن يسأل القائل: هل كان التبرّك بآثار النبي (ص) في حال حياته أمراً عباديّاً يتقرّب به إلى الله سبحانه أو كان عملاً عادّياً - لا عبادّياً - نظير الأعمال الّتي يقوم بها الناس حسب فطرتهم؟ فعلى الأوّل يكون التبرّك عندئذ شركاً يعدّ نوع عبادة للغير فلا يجوز للنبي أن يقرّه فيسكت عنه أو أن يدعمه بدفع العصا وغيرها، كيف وقد وصف سبحانه الشرك بأنّه ظلم عظيم؟ قال سبحانه مخاطباً لنبيّه: لَئِنْ أشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ . 2وعلى هذا فلا محيص من ردّ هذا الفرض.
وعلى الثاني أي كون التبرّك أمراً عادّياً يطلب المتبرك الخير من مورده كما يطلب الخير من سائر الأُمور فلا يصحّ تخصيص الجواز بآثار النبي (ص) ، لأنّ المفروض أنّه خارج عن إطار العبادة وداخل تحت الأُمور العاديّة.
إنّ التبرّك بآثار الأولياء والعلماء والأخيار أمر فطري للناس، ولذلك تبركت بنو إسرائيل بتابوت موسى، كما تبرّك الموحدون بأصحاب الكهف ببناء المسجد على قبورهم والعبادة فيه، وقد مرّ أنّ إمام الحنابلة أحمد