316نصفين فنصف تنصف منها وبقي النصف الآخر، فما زال يتعاهد هذا النصف ويصلي في الموضع ويقول لبعض جوار الموضع: يا فلان إني أجاورك عن قريب فأحسن جواري؛ فيقول ذلك الرجل في نفسه يريد ميثم: يشتري داراً في جواره.
وحج في السنة التي قتل فيها فدخل على أمّ المؤمنين أمّ سلمة فقالت: من أنت؟ قال: أنا ميثم، قالت: والله لربما سمعت رسول الله (ص) يوصي بك علياً (ع) في جوف الليل، فسألها عن الحسين (ع) ، قالت هو في حائط له، قال: أخبريه أني قد أحببت السلام عليه، ونحن ملتقون عند رب العالمين إن شاء الله، فدعت له بطيب فطيب لحيته، وقالت له: أما إنها ستخضب بدم.
فقدم الكوفة فأخذه جلاوزة عبيد الله بن زياد فأدخل عليه فقيل: هذا كان من آثر الناس عند علي (ع) ، قال: ويحكم، هذا الأعجمي! قيل له: نعم، قال له عبيد الله: أين ربك؟ قال: بالمرصاد لكل ظالم وأنت أحد الظلمة؛ قال: إنك على عجمتك لتبلغ الذي تريد، ما أخبرك صاحبك أني فاعل بك؟ قال: أخبرني أنك تصلبني عاشر عشرة، أنا أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة، قال: لنخالفنه، قال: كيف تخالفه؟ فوالله ما أخبرني إلاّ عن النبي (ص) عن جبريل عن الله تعالى، فكيف تخالف هؤلاء؟ ! ولقد عرفت الموضع الذي أصلب عليه أين هو من الكوفة، وأنا أول خلق الله ألجم في الإسلام، فحبسه وحبس معه المختار بن أبي عبيد، فقال ميثم للمختار: إنك تفلت، وتخرج ثائراً بدم الحسين (ع) فتقتل هذا الذي يقتلنا.