295وخطب الإمام الحسين (ع) في مكة خطبته الشهيرة التي قال فيها: «ألحمد لله وما شاء الله ولا قوة إلاّ بالله وصلى الله على رسوله، خُطّ الموت على وُلد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخير لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلا، فيملأن مني أكراشاً جوفاً وأجربة سغباً، لا محيص عن يوم خط بالقلم. رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين، لن تشذ عن رسول الله لحمته بل هي مجموعة له في حظيرة القدس، تقر بهم عينه وينجز بهم وعده، ألا من كان فينا باذلاً مهجته، موطّناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا، فإني راحل مصبحاً إن شاء الله تعالى» . 1وروي أنه (ع) قال لعبد الله بن الزبير: «إنّ أبي حدثني أن بمكة كبشاً به تستحل حرمتها فما أحب أن أكون ذلك الكبش، ولئن أقتل خارجاً منها بشبر أحبّ إليّ من أن أقتل فيها، وأيم الله لو كنت في ثقب هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتى يقضوا فيّ حاجتهم، والله ليعتدنّ عليّ كما اعتدت اليهود في السبت!» . 2