292الباقر (ع) وسأله عن مسائل كثيرة لا يتسع هذا البحث المختصر لإيرادها، ولكن نكتفي بسؤال واحد هو عن قول الله تبارك وتعالى: وَاسْئَلْ مَنْ أرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رّسُلِنَآ أجَعَلْنَا مِن دُونِ الرّحْمََنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ.
قال نافع: من الذي سأل محمداً (ص) وكان بينه وبين عيسى (ع) خمسمائة عام؟
فأجابه الإمام الباقر (ص) بأن ذلك كان من الآيات التي أراها الله عزّوجل لنبيه الكريم (ص) في الإسراء إلى بيت المقدس؛ قال تعالى: سُبْحَانَ الّذِي أسْرَىَ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَىَ الْمَسْجِدِ الأقْصَى الّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَآ حيث حشر الله الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين، ثم أمر جبرئيل فأذّن شفعاً وأقام شفعاً، وقال في أذانه حي على خير العمل، ثم تقدم رسول الله (ص) فصلى بالقوم، فلما انصرف قال الله تعالى: وَاسْئََلْ مَنْ أرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رّسُلِنَآ أجَعَلْنَا مِن دُونِ الرّحْمََنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ . فقال النبي (ص) : على ما تشهدون وما كنتم تعبدون؟ قالوا: نشهد أن لا اله إلاّ الله وحده لا شريك له وأنك رسول الله، أخذت على ذلك عهودنا ومواثيقنا.
قال نافع: صدقت يا أبا جعفر.
وللإمام (ع) حوارات كثيرة مع الحسن البصري وطاووس اليماني، ومن أراد التوسعة والاطلاع فليراجع الاحتجاج، للمرحوم الطبرسي؛ وبحارالأنوار، للعلامة المجلسي 125:6؛ والارشاد، للشيخ المفيد: 244.
وختاماً نشير إلى ما روي عنه (ع) من أنه أوصى بثمانمائة درهم تعطى لإقامة المآتم عليه بعد موته؛ روي عن الصادق (ع) أنه قال: قال لي