288الذي صحبه، وساق معه أربعاً وثلاثين بدنة هدياً، معه الحلل، ولما بلغ يلملم عقد نيته بنية النبي، وقال: «أللهم إهلالاً كإهلال نبيك» .
فلما قارب رسول الله (ص) مكة من طريق المدينة قاربها أميرالمؤمنين (ع) من طريق اليمن، فلما كان بالفتق قرب الطائف خلّف على أصحابه أبا رافع القبطي، وتقدمهم للقاء النبي (ص) ، فأدركه وقد أشرف على مكة، فسلم وأخبره بما صنع وأنه سارع للقائه قبل الجيش. 1فسرّ رسول الله (ص) بذلك وابتهج بلقاء علي (ع) ، وكان محرماً فسأله: «بمَ أهللت يا علي؟ فقال (ع) : يا رسول الله، إنك لم تكتب إليّ بإهلالك، ولا عرفتنيه، فعقدت نيتي بنيتك. وقلت: أللهم إهلالاً كإهلال نبيك، وسقت معي من البدن أربعاً وثلاثين بدنة، فقال رسول الله (ص) : ألله أكبر فقد سقت أنا ستاً وستين، وأنت شريكي في حجتي ومناسكي وهديي، فأقم على إحرامك، وعد إلى جيشك، فعجّل بهم إليّ حتى نجتمع في مكة إن شاء الله» .
خطبته (ص) في آخر عمرته:
روى الكليني بسنده عن الصادق (ع) : أنه لما فرغ رسول الله (ص) من سعيه وهو على المروة أقبل على الناس بوجهه، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «إنّ هذا جبرائيل - وأومأ بيده إلى خلفه - يأمرني أن آمر من لم يسق هدياً أن يحل، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لصنعت مثل ما أمرتكم، ولكني سقت الهدي، ولا ينبغي لسائق الهدي أن يحل حَتّىَ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلّهُ