266وإذا كان كل هذا الحفظ التاريخي لحضارة الفراعنة المصريين عبر مقابرهم وآثارهم، فلك أن تتألم على ضياع الكثير من آثار الإسلام في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وغيرهما، وتقدر حجم الخسارة الحضارية والتاريخية والدينية والنفسية على المسلمين ككل.
قال السيد الشهيد الصدر (قده) : «إنّ المنطقة التي بقيت معروفة إلى الآن من البقيع هو المقدار الذي نراه بالصورة المعروفة التي تباع في الأسواق، والتي فيها قبور المعصومين الأربعة (هم) المدفونين هناك، و قبر العباس بن عبدالمطلب, و استمرت محفوظة و معروفة بفضل الله القادر القاهر جل جلاله، ومن ذلك نعرف أننا نستطيع بالدقة معرفة محل قبة أهل البيت المهدومة، فإنها كانت على هذه القبور أنفسها, مع وجود ما سمعناه في داخلها من الأضرحة و الزينة و الزخارف التي سرقت كلها من قبل القائمين بالهدم كما هو واضح، و بطبيعة الحال فإنّ كل الشيعة بما فيهم شيعة العراق وإيران و لبنان و باكستان و غيرهم، مستعدون لإعادة البناء على القبور المهدومة، و هي أمنية كانت و لاتزال، و ستبقى في قلوبنا حتى يقضي الله ما هو قاض» .
ويقول الدكتور يماني شهدت فترات ماضية هدماً في بعض الآثار في المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، كما شهدت أخرى اهتماماً بترميمها والحرص على المحافظة عليها, واحدة من تلك الآثار التي سُوِّيت بالأرض، هي قبور البقيع بالمدينة المنورة، وبالرغم من أن محاولة درسها وإخفائها للأبد لم تنجح، إلاّ أنّ هدم أضرحتها وتخريب معالمها قد حصل للأسف الشديد.