264وكان السلطان عبد المجيد أمر سنة:1270هجرية، بتجديد عمارة المسجد النبويّ والقبّة النبويّة الشريفة، واستمرّ البناء نحو أربع سنين، وكذلك أمر ببناء قبّة أئمّة البقيع بعينِ البناء الذي بني به قبر رسول الله (ص) .
و كتب السيّد محسن الأمين: لمّا عُمِل في زماننا شبّاك لضريحهم الشريف (أي لضريح أئمّة البقيع (هم)) بأصفهان من الفولاذ الدقيق الصنع، وبأعاليه الأسماء الحسنى لله تعالى بالخطّ الجميل المذهَّب، واستأذنت الدولة الإيرانية من الدولة العثمانيّة في وضع الشبّاك على ضريحهم المقدّس، أذِنتْ لها. . ولمّا جاء به السيّد علي القطب رحمه الله إلى جَدّة عارَضَ أهلُ المدينة (المتعنّتون منهم) في وضعه على القبور المقدّسة، فبقي الشباك في جدّة ثلاثة أعوام حتّى بذل الإيرانيون مبلغاً عظيماً من المال لأهل المدينة، فرضُوا بنقله ووضعه.
ولمّا حُمل إلى المدينة المنوّرة، وأرادوا إزالة الصندوق الخشب الموضوع على القبور الشريفة، ووضع الشبّاك الجديد مكانه، منع أهل المدينة من ذلك، بحجّة أنّ الصندوق الخشبي وقفٌ لا يجوز تغييره! فاضطُرّوا إلى وضع الشبّاك (جانباً) خارج الصندوق، فنقصت ألواحه الفولاذية بسبب ذلك، فاضطُرّوا إلى إكماله بقطعة من الخشب بعد دهنها بما يقرب من لونه والكتابة عليها.
ورأيتُ القطعة الخشبية ظاهرة فيه مقصّرة عنه في الرونق عند تشرّفي بزيارة المدينة المنوّرة بعد الحجّ عام 1321 ه-، وبعد ذلك عند تشرّفي بزيارتها من دمشق عام1330ه-، وبقي هذا الشبّاك حتّى أزاله