263إنّ الاعتداء على آثار الأمة التاريخية ضرب من العنف الفكري الذي لا يختلف كثيراً عن العنف الجسدي الذي تمارسه الجماعات الإرهابية, فهو إرهاب فكري لا يقل في خطورته وضرره عن الإرهاب المسلح.
كانت حجة من سعى ويسعى هدم تلك الآثار التاريخية الخوف من الشركيات والبدع والتبرك بها, وبحجة عدم وجود نصوص توجب الحفاظ عليها.
وفي هذا التحقيق الذي أعدته (شبكة التوافق الإخبارية) سيتناول الظروف والأسباب التي حثت على تدمير وتخريب الآثار الإسلامية في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة، حتى نستطيع أن نتحرك بعد ذلك بصورة واضحة وجلية على أبعاد هذه القضية, ولك أن تتساءل: لماذا - يا ترى - تصرفت فئة قليلة من المسلمين باجتهادها المتطرف، ونظرتها الضيقة في حق يملكه دين بأكمله، ويمثله السواد الأعظم من المسلمين المنتشرين في مختلف بقاع الأرض هُدِّمَت وسُوِّيت آثار الإسلام الأولى؛ لتخفي معالم تلك الحضارة وأضرحة رجالها ونسائها العظماء؟ !
آثار البقيع قبل تدميرها
تشير المصادر التاريخية أن هنالك قباباً كانت تعلو قبور أئمّة أهلالبيت (هم) كالقبّة الموجودة على قبر رسول الله (ص) لكنها هُدِمت سنة 1343هجرية.