128
الأول: أنّ هذا يخالف رواية البخاري الصحيحة، فإنها تدل على خفائها، واستتارها عن عيون الناس - كما قلناه آنفاً - فما معنى قطع الشجرة؟
والثانى: إن أردنا من قول جابر المعنى الذي رواه ابن حجر: أنّ هذه الشجرة كانت باقية إلى آخر عمره، أي سنة 78 من الهجرة فهذا أيضاً لايفيد المطلوب، فإنّ رحلة عمر كانت سنة 23 من الهجرة.
والثالث: أنّ من ذكر هذه الرواية ذكرها في طبقات ابن سعد، وروى ابن سعد في طبقاته حديث ابن المسيب (أي حديث الاستتار المذكور) بطرق عديدة، ثم في آخرها رواية القطع عن نافع، قال فيها:
أخبرنا عبدالوهاب بن عطاء، حدثنا عبدالله بن عون عن نافع قال: كان الناس يأتون الشجرة التي يقال لها شجرة الرضوان، فيصلون عندها فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فأوعدهم فيها، وأمر بها فقطعت.
هذه الرواية مدار مانسب إلى عمر، وأنه أمر فقطع، لايحتج به عند أهل الحديث، والانقطاع ظاهر لامرية فيه، فأن نافعاً لميدرك عمر، وما لقيه، ولا روى عنه، وكشف تلك الغمة: أنّ نافعاً مولى لعبدالله بن عمر، ووجده ابن عمر في غزوة الديلم، أو الطالقان، أو كابل، والمدة بين تلك الغزوات وزمان عمر مديدة طويلة، ونافع قد عمر وتوفي سنة120ه-، وصحب ابن عمر ثلاثين عاماً، وتوفي ابن عمر سنة 74 ه- (تذكرة الحفاظ) ويروي عن عبدالله بن عمر وأبي هريرة، وأبي لبابة، ورافع بن خديج، وعائشة،