127«التحقيق في ذلك أنّ صحيح البخاري الذي هو أصح الكتب عند عامة العلماء بإسناد صحيح جيد عن ابن عمر وسعيد بن المسيب أنّ الشجرة قد عميت علينا في السنة الثانية من البيعة و لمنجدها بعد.
حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا جويرية عن نافع قال: (قال ابن عمر رجعنا من العام المقبل فما اجتمع منا اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها كانت رحمة) . 1وقال سعيد بن المسيب عن أبيه: فلما خرجنا من العام المقبل نسيناها فلمنقدر عليها. 2ثم يطرح السؤال الآتي:
«هل قطع الشجرة عمر، أو أمر بقطعها؟»
يذكر الجواب قائلاً:
«هذه كلمة تداولتها الألسن من غير تفكر في صحتها وسقمها، لافرق في ذلك بين العالم وأخي الجهل، والهوى، فإنه كلما سئلوا عن المآثر والمقابر، وتعظيمها الشرعي قالوا: هذا كله يفضي إلى الشرك، ألا ترى أنّ عمر قطع الشجرة التي بايع الناس تحتها على يد رسول الله (ص) حسماً لمادة الشرك!
فاعلم أنّ مانسب لعمر من أمر القطع لا أصل له؛ لوجوه عديدة نذكرها: