42
كيف نحافظ على مكاسب الحج؟
هذا سؤال هام يتساءله الحجاج بعد أداء مناسك الحج.
وفيما يلي الإجابة عن هذا السؤال، إن شاء الله تعالى.
ضيافتان من الله تعالى لعباده
لله تعالى ضيافتان لعباده في دورة السنة:
الضيافة الأولى في شهر رمضان.
والضيافة الثانية في شهر ذي الحجة.
الضيافة الأولى بالصيام.
والضيافة الثانية بالحج.
و ناهيك بهما ضيافتان كريمتان من ربّ العالمين لعباده! و قد ورد التصريح بهاتين الضيافتين في المصادر الإسلامية بصيغ مختلفة.
فعن ضيافة شهر رمضان، روى الصدوق بسند معتبر عن الرضا (ع) عن آبائه: ، عن أميرالمؤمنين (ع) أنّ رسول الله9 خطبنا ذات يوم (و في بعض الروايات في آخر جمعة من شهر شعبان) ، فقال:
«أيها الناس قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله» .
و أمّا عن ضيافة الحج، فقد وردت طائفتان من الأحاديث تصرّح أولاهما بأنّ الحجاج (وفد) الله تعالى، وقد وفدوا إلى الله؛ وتصرح ثانيتهما أنّ الحجاج ضيوف الرحمن.
أمّا عن الطائفة الأولى، فقد روي عن رسول الله (ص) : «وفد الله ثلاثةٌ: الغازي، والمعتمر، والحاج» . 1و عن أميرالمؤمنين (ع) : «الحاج والمعتمر وفد الله، وحق على الله أن يكرم وفده، ويحبوه بالمغفره. . .» . 2و عن الإمام الحسن (ع) : «ثلاثة في جوار الله تعالى. . . رجل خرج حاجاً أو معتمراً، لايخرج الاّ لله تعالى، فهو من وفد الله تعالى حتى يرجع إلى أهله» . 3و عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين (ع) في رسالة الحقوق: «وحقّ الحج أن تعلم أنّه وفادة إلى ربّك، وفرار إليه من ذنوبك، وفيه قبول توبتك، وقضاء الفرض الذي أوجبه الله عليك» . 4وعن الصادق (ع) : «الحاج والمعتمر وفد الله، إن سألوه أعطاهم، وإن دعوه أجابهم وإن شفعوا شفعهم، وإن سكتوا ابتدأهم. . .» . 5