353. ويفسّر الإمام الصادق (ع) ظاهر الآية الشريفة: (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ) . 1بتقصير شعر الشارب، وقصّ الأظفار وأمثال ذلك، لكنه يذكر أن باطنها (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ) ، هو لقاء الإمام، كما أنّ (وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ) هو القيام بمناسك الحج. 2فعلى أساس هذا الحديث يكون ظاهر الآية إصلاح البدن، أما باطنها فإصلاح الباطن بلقاء الإمام (ع) .
فضيلة التشرّف بزيارة المدينة بعد الحج
يستفيد الحاج لأداء مناسك الحج والعمرة عن طريق المدينة إلى مكة، أنه يكسب فضيلة الإحرام من مسجد الشجرة، وهو المكان الذي أحرم منه رسولالله (ص) ، أما الذين يتوجهون إلى المدينه بعد الحج، فإنهم يكسبون فضيلة أخرى وردت في الروايات، فقد سئل الإمام الباقر (ع) عن جعل مكة أو المدينة بدء سفر الحج؟ فقال: «إبدء بمكة واختم بالمدينة، فإنه أفضل» ، 3وفي حديث آخر قال (ع) : «ابدؤوا بمكة واختموا بنا» . 4طبقاً لبعض الروايات، 5وللكثير من المنقولات الآتية من المشاهدات في زمن الغيبة، إنّ حضور إمام الزمان (أرواحنا فداه) في موسم الحج ومراسمه كل عام أمر مسلّم، لكن حيث إنّ التشرّف بلقائه (ع) لايكون إلاّ نصيب الأوحدي من الناس، لذا ورد في روايات متعدّدة، الأمر بزيارة قبور أهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام) ، وعرض مظاهر الأدب والمحبّة بين أيديهم وفي محضرهم. 6الزيارة حضور فى مقام الإنسان الكامل
لأهل بيت العصمة والطهارة: - من حيث كونهم الإنسان الكامل ومظهر الإسم الأعظم الإلهي - مزايا وجودية خاصة تستدعي حقوقاً واستحقاقات خاصّة أيضاً.
وللتعرّف على وظائف الآخرين تجاه هذه الذوات المقدّسة، من اللازم الإشارة إلى بعض خصائصهم حتى يتسنى العلم بواجب الآخرين تجاههم، أي العلم بمقامهم.
1. أهل بيت الوحي: هم الجامعون للكلام التكويني والتدويني، والواجدون لكتاب الحقيقة والشريعة، الشاملون لنشأتي الحقيقة والاعتبار ويقصد بجامعيتهم العلمية والعينية أنهم حائزون على كل كمال ممكن بلانقص، وأنّ كل ما عندهم مصون من العيب، وكل ما عندهم في مرحلة الحدوث فهو عندهم في مرحلة البقاء أيضاً.