29في حديث آخر نشاهد فيه الاهتمام بذبح القرابين والأضاحي؛ يقول الإمام الصادق (ع) : «إنّ رسول الله (ص) ساق في حجته مائة بدنة، فنحر نيفاً وستين، ثم أعطى عليّاً فنحر نيفاً وثلاثين، فلما قدم النبي (ص) مكة فطاف وسعى، نزل عليه جبرئيل. . .» . 1وقد نقل هذا الحديث بشكل آخر أيضاً.
5. إنّ هذه الآية الشريفة: لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَ يَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَْنْعامِ 2اعتبرت ذكر الله سبحانه هدفاً إلى جانب المنافع الصورية والمعنوية للأمة الاسلامية، وجعلت بدل ذكر اسم القربان، ذكر اسم الله تعالى، وذلك حتى يعلم أنّ الهدف من التضحية هو تسمية الله سبحانه، لا مجرد الذبح والنحر، فبدل أن يقول: ليضحّوا، قال: أن يذكروا اسم الله أن رزقهم من الأنعام الحلال كالأغنام، بحيث تبدأ التضحية باسم الله ويذكر الله أيضاً على تمام النعم التي قدّمها للناس جميعاً علىامتداد حياتهم.
6. لم يذهب سيدالشهداء الإمام الحسين (ع) إلى منى عام 60ه-، إلاّ أنه قدّم أضاحي كثيرة وثمينة، كما قدّم نفسه الشريفة فداء، لكي تبقى مكة ومنى؛ من هنا عرّف الإمام السجاد (ع) نفسه في الشام بقوله: «أنا ابن مكة ومنى، أنا ابن مروة والصفا» . 3وعليه، فمن يقدّم نفسه فداء لله تعالى، فإنه يأخذ يرث من منى وعرفات، لأنّ الأرض قال الله وهو يورثها لمن يريد؛ قال تعالى: إِنَّ الأَْرْضَ لِلهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ . 4كما أنّ أرض الكمال تعود إليه، ويمكنه أن يورثها من يشاء، وعلى هذا الأساس فإنّ كل شهداء وسالكي طريق الإمام هم وراث عرفات، والمشعر، ومنى، وأسرارها.
حلق شعر الرأس
لشعر الرأس تأثير كبير على الجمال الظاهري للإنسان، ولاسيما الشباب، من هنا يندر أن نجد من يحلق شعر رأسه تماماً، وقد ورد أنّ من يحلق رأس غيره عن إجبار ويسلبه هذا الجمال، فإنّ عليه ديةً واجبة.
ومع ذلك، يجب على الحاج أن يقطع قلبه عن هذا الجمال الظاهري والصوري الذي يظنه أمراً ذا قيمة، ويقوم بأمر من الوحي الإلهي، بنثره أمام أقدام الجميل المحض، وطلباً لرضاه.
لقد بلغت صعوبة هذه القضية مبلغاً بين العرب، أنّ ابن أبي العوجاء - بعد خسارته في المناظرة التي جرت بينه وبين الإمام الصادق (ع) - سئل عنه، كيف وجدت الإمام الصادق (ع) في المناظرة؟ فأجاب مشيراً إلى الحجاج فقال: «. . . هو ابن من حلق رؤوس من ترون!» . 5