42لا يمكن لأحد أنيقول: لقد أتيتُ إلى الله تعالى مليئاً بالعلم و العمل، ممتلئةً جعبتي بالعمل و الجهد، لأنّ ذلك كلّه ملك له، قال سبحانه: ( وَ ما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ) 1، فلايذهب أحد إلى المحضر الإلهي بيد ممتلئة، من هنا لايسأل الذاهب إلى بيتالله الحرام - بيت الضيافة و الكرم الإلهي، 2-: ما أحضرت؟ و إنّما يقال له: ماذا تريد؟ و لو قالوا له السؤال الأول لكان المقصود ما هو مقدار حاجتك؟ و ما الذي أحضرته من حاجتك حتى تأخذ مقداره؟
و مع الانتباه إلى أن الزائر يطلق لسانه عند حضوره في بيت الحق قائلاً: «أللهم إنّ البيت بيتك، و الحرم حرمك، و العبد عبدك، هذا مقام العائذ بك من النّار» 3، تماماً كما يقول الإمام السجّاد (ع) بين يدي الله: «سيدي عبدك ببابك، أقامته الخصاصة بين يديك» . 4الطواف
الطواف أحد أركان الحج الهامة، و مظهرٌ من مظاهر تجسّد التوحيد في الحج، لأنّ الطواف حول الكعبة و إن كان بمنزلة الصلاة، «الطواف بالبيت صلاة» 5، إلاّ أنه تتجلّى فيه العبادة الخاصة ( فَأيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ) 6، على خلاف الصلاة التي يتحتم فيها الأمر الإلهي: ( وَ مِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ) . 7الكعبة تنزّل العرش و تمثله، تقع في محاذاة العرش الإلهي و البيت المعمور 8، فإذا طاف بها العبد بشكل لائق فإنّه يصعد إلى البيت المعمور في