40فيه أخذ الحجر الذي نحن منه هُبَل الذي رمى به علي (ع) من ظهر الكعبة لمّا علا ظهر رسولالله (ص) فأمر به، فدفن عند باب بنيشيبة، فصار الدخول إلى المسجد من باب بنيشيبة سنّة لأجل ذلك» . 1هذا المنهج، أي وضع هبل تحت أقدام المخطين ليُداس، يمثل أنموذجاً راقياً لنسيان الشرك، و سحقه، و إسقاطه إلى أدنى الأشكال؛ فعندما يتجلّى الحق لايبقى مجال للباطل السابق أو اللاحق، قال تعالى: ( قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ ما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَ ما يُعِيدُ ) . 2أدب الحضور
العالم كلّه محضر الله سبحانه، فله تعالى علم شهودي حضوري بكلّ ذرّات العالم و ما هو أقلّ من ذلك، و لا أفول لأي شيء عن مجال أفق شهوده، قال سبحانه: ( وَ ما تَكُونُ فِى شَأنٍ وَ ما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَ لا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَ ما يَعْزُبُ عَنْ ربِّكَ مِنْ مِث ْقالِ ذَرَّةٍ فِى الأرْضِ وَ لا فِى السَّماءِ وَ لا أصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَ لا أكْبَرَ إِلاَّ فِى كِتابٍ مُبِينٍ ) . 3بل حتى أعضاء الإنسان، و جوارحه و ضميره، يعدّ شاهداً و جاسوساً عليه «إنّ الله سبحانه و تعالى لا يخفى عليه ما العباد مقترفون في ليلهم و نهارهم لطف به خبراً و أحاط به علماً؛ أعضاؤكم شهوده، و جوارحكم جنوده، و ضمائركم عيونه، و خلواتكم عيانه. 4