30هذه الأُمّة إظهار محمد (ص) و بعثته و إرساله إليهم، كما قال الله تعالى: ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) 1، فصيام يوم تجدّدت فيه هذه النعمة من الله سبحانه علىعباده المؤمنين حسن جميل، و هو من باب مقابلة النعم في أوقات تجدّدها بالشكر. 2روى مسلم في صحيحه عن ابن عباس2 قال: لمّا قدم النبي (ص) المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسُئلوا عن ذلك؟ فقالوا: هو اليوم الذي أظفر الله موسى و بني إسرائيل على فرعون، و نحن نصوم تعظيماً له، فقال رسولالله (ص) : «نحن أولى بموسى» و أمر بصومه. 3و قد استدلّ ابن حجر العسقلاني بهذا الحديث على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي على ما نقله الحافظ السيوطي، فقال: فيستفاد فعل الشكر لله على ما منّ به في يوم معين من إسداء نعمة، أو دفع نقمة، ويعاد ذلك نظير ذلك اليوم من كل سنة؛ و الشكر لله يحصل بأنواع العبادة، كالسجود و الصيام و الصدقة و التلاوة، و أي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم. 4و للسيوطي أيضاً كلام آخر نأتي بنصه، يقول: و قد ظهر لي تخريجه على أصل آخر، و هو ما أخرجه البيهقي عن أنس أنَّ النبي (ص) عقّ عن نفسه بعد النبوة، مع أنّه قد ورد أنّ جدّه عبدالمطلب عقّ عنه في سابع ولادته، و العقيقة لا تعاد مرة ثانية، فيحمل ذلك على أنّ الذي فعله النبي (ص) إظهار للشكر على إيجاد الله إيّاه رحمة للعالمين، و تشريع لأُمّته كما كان يصلّي على نفسه، لذلك فيستحب لنا أيضاً إظهار الشكر بمولده