26لا شكّ أنَّ لحبّ النبي (ص) مظاهر و مصاديق متعدّدة، و من مظاهره اتّباع النبي (ص) و اقتفاء قوله، و فعله في الحياة.
و من مظاهره أيضاً الاحتفال بمولده، و الإشادة بمنزلته التي نزّله سبحانه فيها، فمَن يحتفل في مولده فإنّما ينطلق من هذا المبدأ، أي حب النبي الذي أمر به القرآن و السنّة، و نحن نسأل من يعدُّ الاحتفال بمولده بدعة! هل المحتفلون - في نظر الأُمّة - ينطلقون من حبّالنبي (ص) و ودّه، أو ينطلقون من بغضه و عدائه؟ لا أظنّ أنّ أحداً يتفوّه بغير الأوّل بل يعدّه تجسيداً للحبّ.
نعم، الاحتفال بيوم ولادة النبي (ص) و إن لم يكن منصوصاً إلاّ أنّ الآية لا تحدّد حبّ النبي و إظهاره بيوم دون يوم، أو طريقة دون طريقة، بل تُسوِّغ إظهاره كلّ يوم من أيّام السنة، إلاّ أنّ اختيار ذلك اليوم من جانب المحتفلين لمناسبة خاصّة معلومة للجميع، و هو ظهور نوره (ص) للعالم في ذلك اليوم، دون سائر الأيام، فلذلك اختاروا ذلك اليوم مع إمكان اختيار سائر الأيام.
و هناك كلمة قيّمة لأحد العلماء، قال: إنّنا لا نقول بسنّيةالاحتفال بالمولد المذكور في ليلة مخصوصة، بل من اعتقد ذلك فقد ابتدع في الدين، لأنّ ذكره (ص) و التعلّق به يجب أن يكون في كل حين، و يجب أن تملأ به النفوس، نعم: إن في شهر ولادته يكون الداعي أقوى لإقبال الناس، و اجتماعهم، و شعورهم الفيّاض بارتباط الزمان بعضه ببعض، فيتذكرون بالحاضر الماضي، و ينتقلون من المشاهد إلى الغائب. 1إنّ الاحتفال ليس عبادة للنبي (ص) و لا لغيره، فإنّ العبادة لها مقوّم