200إلى الحج، فأجابوا ب-: "لبيك اللهم لبيك" والثاني: أن المخاطب به نبينا محمد، عليه أفضل الصلوات، أي و أذن يا محمد في الناس بالحج، فأذن صلوات الله عليه في حجة الوداع، أي أعلمهم بوجوب الحج؛ عن الحسن و الجبائي.
و جمهور المفسرين على القول الأول، و قالوا: أسمع الله تعالى صوت إبراهيم (ع) كل من سبق علمه بأنه يحج إلى يوم القيامة، كما أسمع سليمان مع ارتفاع منزلته، و كثرة جنوده حوله، صوت النملة، مع خفضه و سكونه، و في رواية عطاء عن ابن عباس قال: لما أمر الله سبحانه إبراهيم (ع) أن ينادي في الناس بالحج صعد أبا قبيس، و وضع إصبعه في أذنيه، و قال: يا أيها الناس أجيبوا ربكم، فأجابوه بالتلبية في أصلاب الرجال، و أول من أجابه أهل اليمن.
الشعراوي في تفسيره:
و بعض أهل الفَهْم يقولون: إنّ الأمر في: ( وَأذِّن فِى لنَّاسِ بِلْحَجِّ ) ليس لإبراهيم (ع) ، و إنما لمحمد (ص) ، الذي نزل عليه القرآن، و خاطبه بهذه الآية، فالمعنى ( وَإِذْ بَوَّاْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ لْبَيْتِ ) 1يعني: أذكر يا مَنْ اُنْزل عليه كتابي، إذْ بوأنا لإبراهيم مكان البيت، اذكر هذه القضية: ( وَأذِّن فِى لنَّاسِ بِلْحَجِّ ) ، فكأن الأمر هنا لمحمد (ص) .
و في زبدة البيان يذكر المقدس الأردبيلي: ( وَأذِّن فِى لنَّاسِ ) ، أي ناد يا إبراهيم بينهم بالحج بأن تقول: حجوا أيها الناس، أو عليكم بالحج؛ و روي أنه صعد أبا قبيس فقال: أيها الناس حجوا بيت ربكم، و عن الحسن أنه خطاب لرسول الله (ص) أمر أن يفعل ذلك في حجة الوداع، يعني أعلمهم