183الأعظم، سيد البشر، محمد (ص) .
قال الله تعالى في كتابه العزيز، على لسان نبيه إبراهيم (ع) ، مبتهلاً وداعياً:
( رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِى إِلَيْهِمْ وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ) . 1إذن هناك سبق لحادث الأذان عبر وجود امرأة و طفل صغير، تركا وسط أرض منبسطة تكتنفها تلال قاحلة، و جبال جرداء، و في واد يكاد ينعدم فيه مقوم الحياة و طعمها، حيث لا مأوى فيه، و لا نبات، و لا ماء، و لا ذوق لدنيا و لا أمل. . و لكن مع هذا كله تبقى تلك النفوس تشكل فطرة سليمة، و دخائل نفوس كبيرة، تعبرعن الإيمان بالله سبحانه وتعالى، و سيرة صادقة تحكي التوكل عليه تعالى، و الإذعان له، و جذوة أمل ظلت تواكبها. . تمثل هذا كله كأصدق تمثيل امرأة صالحة قدرت لها السماء أن تعيش، و تحتل دور البطل على خشبة مسرح ما زال إلى الآن يؤدي دوره كأحسن ما يؤدى، في محيط مكة ذات الشعاب و التلال.
إنها امرأة فاضلة، و أم وحيدة لطفل وحيد، تسعى بين الجبلين. . شاءت السماء أن تكرمها بخلود هذين الجبلين، الصفا و المروة، في قلوب المؤمنين، و كمنسكين كبيرين يفتقد الحج معناه و كماله و أداءه بدونهما. . لم يكن هدفها ذلك، لعدم علمها بماسيؤول إليه عملها، بل كانت تفتش عن قطرات ماء لطفلها الظمآن. . و قد تعلق قلبها بالرحمن الرحيم القادر. . تأمل أن يهديها إلى نبع ماء قراحٍ، إلى عين ماء تنجيها و طفلها من الموت